الفصل الرابع من رواية زيان بقلم صبرينة غلمي
الفصل الرابع
أشرقت شمس تنبئ
ببداية يوم جديد, وحملت معها زقزقة العصافير, لتوقظنا على موسيقى الطبيعة.
أستفاقت سهاد وأرادت
المرور على غرفة زيان للأطمئنان عليها قبل تجهيزها للفطور . فتحت سهاد باب الغرفة
بحذر لكي لا تصدر صوتاً لتتفاجأ بأن الغرفة خاوية. أسرعت للمطبخ لعل زيان قامت
مبكراً لإعداد الفطور ولكن مع وصولها المطبخ لم تجد أحداً بدأ القلق يعتمرها.
- لتقول بصوت مسموع: أيمكن أن تكون قد رحلت؟؟
- من الذي رحل يا سهاد؟؟
كان هذا إبراهيم
الذي دخل للتو من الملحق.
ألتفتت سهاد لأخيها
وهي تقول: لا يوجد أثر لزيان في منزل.
- إبراهيم بتعجب: ماذا مازال الوقت مبكراً؟؟
- سهاد: أخاف أن تكون قد رحلت؟؟
- إبراهيم: أترحل من دون أن تودعنا أو تشكرنا على الأقل, ما هذه
الأخلاق لتلك الفتاة يا إلهي؟؟
- سهاد: أنا خائفة عليها إبراهيم.
- ماذا تريدين مني أن أفعل فهي لم تكلف نفسها أن تودعنا, وأنت
تكاد تموتين عليها قلقاً, أنسيها فهي لن تعود سهاد أنها ناكرة للجميل.
- سهاد بقلة حيلة: سأحضر لك الفطار.
- لا لا أريد, أريد فنجان قهوة فقط.
- حسنا سأعدها حالاً .
****
بعد لحظات من شرود
إبراهيم ونقمة على طفلته التي لم تتكلف عناء توديعهم, سمع صوت يقول: صباح الخير.
رفع إبراهيم رأسه
ليتأكد أن ما سمعه صحيح ثم ما لبث حتى قال: أين كنت أنتِ ألم ترحلي بعد؟؟
كشرت زيان على
أنيابها لتقول: على رسلك يا هذا أنا سأترك منزلك لكن ألا يجب أن أودعكم وأشكركم
على حسن الضيافة. أضافة إلى ذلك أهكذا تجيبون على تحية صباح؟؟
- ألن تقصري لسانك هذا أبداً؟؟
- زيان بعند: سأقصره عندما تصبح أنت تتكلم بلباقة.
- أحترمي نفسك يا فتاة.
- توقفآ, جاءت صرخة سهاد ليعم السكون. ثم توجهت بنظرها لزيان
لتقول: لقد أخفتني جداً عليك.
- لقد أستيقظت باكراً فذهبت للسير على ضفاف النهر قليلاً.
- ودون أن تعلمي أحداً أليس كذلك؟؟ قالها إبراهيم بكل تهكم.
- لترد زيان بكل وقاحة: وما شأنك أنت؟؟
- ما شأني! شأني أنك في منزلي وأني مسؤول عنك مثل مسؤولية سهاد
تمام.
- لترد له زيان بكل تهكم: لا داعي للتمثيل يا هذا فأنا جئت فقط لتوديع
سهاد والذهاب.
- فأجاب إبراهيم بتهكم: ذهاب إلى أين إلى الشارع أليس كذلك؟
- ما شأنك يا رجل؟؟ وأضافه لمعلوماتك فقط أنا سأذهب للجحيم هل
تريد أن ترافقني؟؟
- لا داعي عزيزتي فأنا في جحيم بجانبك.
- إذا كان هكذا لماذا تسأل عن وجهة ذهابي, فهذا يضمن لك أن نيران
الجحيم ستغادر مع مغادرتي.
- سهاد
أخيراً إبراهيم
أنتبهت لوجودي, قالتها بكل حنق وغيظ من تصرفات إبراهيم وزيان الصبيانية.
- أنا ذاهب إلى عملي وعند رجوعي أريد أن أجدكما معاً هل هذا واضح.
- واضح أخي.
- ما هذا الذي واضح أنا سأغادر حالاً. وهمت زيان بالذهاب لباب
الخروج.
- زيااااااااااان.
كان هذا هدير
إبراهيم الذي أفزعها وجعلها تنتفض وتتسمر مكانها.
- منذ دخولك هذا المنزل أصبحت أحد أفراده, ولن تخرجي منه إلا إلى
مكان أكثر منه أماناً هل هذا واضح؟؟ وكلمة واحدة لن أعيدها أبداً أنتِ أصبحت
مسؤوليتي ولن تغادري هذا المنزل إلا إلى منزل أهلك أو زوجك. وأتمنى ألا تجعلني
أفهمك هذا الكلام بطريقة أخرى, والآن أبتعدي عن طريقي أريد الذهاب إلى عملي.
إبتعدت زيان دون أن
تنبس بكلمة وما إن غادر إبراهيم حتى سقطت زيان على الأرضية وأنفجرت بالبكاء لتهرول
إليها سهاد وتحتضنها من الخلف وهي تقبل رأسها وتخبرها أن تهدأ وأن كل شيء سيكون
بخير.
بعد مرور نصف ساعة
هدأت زيان قليلاً وبدأت في الحديث: لقد تركت أهلي لأجل أيمن فقد أحببته جداً لكن
والدي لم يتقبل تلك العلاقة, مع العلم أن أبي لا تهمه الطبقات الأجتماعية لكنه رفض
أيمن رفضاً قاطعاً مما جعلني أصدم فقررت ترك كل شيء والرحيل بعيداً بعدما أصبحت
حياة أيمن صعبة بسبب مضايقات أبي ومعارفه لكي يبتعد عني. بعدها تركنا مدينة
همبورغ, سافرنا إلى صديق يسكن في هامبورغ لم يعجبني أبداً صديقه ولا مكان سكنه
لكنني لم أتذمر لكي لا أزعج أيمن. بعد وصولنا إلى هناك بأسبوع بدأ أيمن يتغير
لدرجة أنه كان يأتي دائما وهو مخمور. وعندما زاد الأمر عن الحد تكلمت معه لأن يفيق
لكن الصدمة كانت من نصيبي لأنه أبرحني ضرباً, لدرجة أنه جعلني لا أغادر الفراش
لمدة يومين. بعدها أعتذر لكنه لم يوقف الشرب أبداً, فقط بدأ بأدمانه حاولت وحاولت
لكن باءت جميع محاولاتي بالفشل لإرجاع أيمن إلى الطريق الصحيح. لكن عندما أراد
أيمن أن يجعلني أعمل عاهرة .
- سهاد بفزع: ماذا عاهرة؟؟
- أجل عاهرة فقد كنت في إحدى ليالي كما كان حالي في تلك الآونة
أنتظر رجوع أيمن, فإذا بصديقه يدخل إلى الغرفة التي أتواجد بها وهو مخمور.
- فسألته وأنا أصرخ به: ماذا تفعل هنا؟؟ وكيف دخلت إلى منزلي؟؟
- جاك : هههه منزلك أضحكتني فعلاً, إن هذا منزلي وأنتِ في ضيافتي.
- لأجيبه بنفس نبرة صوتي العالية: حتى لو كان هذا منزلك فهذا لا
يعطيك الحق بالدخول إليه في وقت تواجدنا هنا ولا إلى غرفة نومي.
- جاك وهو ينظر إلى كل تفصيلة في جسدها برغبة: فعلاً هذا لا
يعطيني الحق لكن جمالك يعطيني حق أليس كذلك أميرتي.
ليقترب منها وبدأ
الهجوم عليها, لكنها صرخت وهي تقول: أفق أيها الجبان أنا سأكون زوجة لصديقك.
- ليقول جاك وهو يضغط على خصرها: أيمن ليس صديقي كما أنه ليس
رجلاً, حقيقياً بعد أن عرفت أنكما تعيشان معاً وانك منعته من لمسك لغاية الزواج لم
أستطع مقاومة تذوقك أيتها الثمرة, قال كلامه الأخير وهو ينزل رأسه ليقبلها. وفي
تلك لحظة يدخل أيمن الذي صرخ قائلاً: ما هذا الذي أراه؟؟
تعليقات
إرسال تعليق