الفصل الثالث للمجموعة القصصية أندروميدا للكاتب صبرينة غلمي



 

طلاقي

  

 

     لقد مر على طلاقي من زياد شهر ونصف. لم يدوم زواجنا إلا 6 أشهر. لا لا تظن أني كنت مرغمة عليه بالعكس كان أبي معارضاً لزواجي من زياد لا لشيء إلا أن أبي رأى أني مازلت صغيرة ولست على دراية كافية بالحياة والمسؤولية, وزياد نفس الشيء, وكان متأكد أنّ زواجي فاشل. أما أمي فرحمها الله توفيت بعد ولادتي بدقائق وأصبحت منذ ذلك الوقت نقطة ضعف والدي الذي لم يرفض يوماً لي طلب, ودللني بطريقة يمكن القول أنها مبالغ فيها حد أن تفسد طباعي وأخلاقي أيضاً. وأنا بالطبع لا يجب أن أستمع لكلام والدي لكي لا يعتقد أني أرضخ لرغباته أصرّيت على زيجتي من زياد. هاي أنت الذي تقول أني تافهة لا تخبرني أنك لم تتعمد يوما معاكسة قرار والدك لثتبت له أنك تستطيع السير قدما بدونه. لا تكذب أرجوك فهذا صراع دائر بين الأجيال القديمة والجديدة. المهم في الأمر أني عارضت رأي أبي السليم والذي كنت أعرف أنه على حق وتبعت طريق مليئ بالمخاطر لأصل في الأخير إلى طلاقي.

لم أخُبركم قصتي أنا وزياد, كان صديق مقرب لزميل لي في الجامعة وعن طريق زميلي تعرفت على زياد الذي أعجب بي من أول نظرة لطريقة كلامي الراقية وأدبي في التعامل مع جميع ناس فوالدي دللني لكنه أيضاً عملني أحترام من يصغرني ويكبرني سناً, ومن يصغرني ويكبرني مالاً وجاهاً وأكيد لجمالي فأنا أملك وجهاً يجمع بين الغرب وشرق, فأمي رحمها الله من أصل أسَباني لكنها أسلمت بعد زواجها من أبي بسنة أتميز بشعر أسود طويل ومجعد كالغجر عينان واسعتان سوداء كظلام ليل دامس, بشرتي حنطية تنبهك أني ذو أصول شرقية, أنف متوسط.

ولأنني كنت مميزة في تلك المجموعة لأني دائما جادة في معاملتي مع الأشخاص لم يتجرأ زياد أن يحادثني خارج نطاق السلام فقط. وكان تعارفنا في آخر سنة لي في الجامعة, عند أنتهاء امتحاناتي للفصل الأخير وأنا أسير لمغادرة الجامعة سمعت أحداً ينادي بإسمي. إلتفتُّ إلى اتجاه الصوت لأجده زياد.

"صباح خير أيات"

"صباح نور زياد"

"كيف أخبارك هل الامتحانات مرت بخير؟؟ "

"أجل على أكمل وجه شكراً لسؤالك "

وجئت لأغادر لكني سمعته يقول: "أرجوكِ أيات أريد أن تعطيني رقم والدك"

إلتفتُّ إليه وأنا مندهشة لطلبه وقولت بتعجب واضح: "رقم والدي لماذا؟؟"

"أريد خطبتك منه"

"خطبتي؟ "

"أجل "

"حسنا خذ رقم والدي" وأمليته الرقم وغادرت فورا.

رجعت المنزل وحاولت أن أتناسى أمر زياد مع أن ذلك مستحيل, فهو أول شخص يتقدم لخطبتي, كما أنه أول شخص يخبرني أنه يريدني في حياته للأبد. فهو يعتبر وسيم المجموعة يمتاز بجسمه رياضي ونقاء بشرته السمراء, وشعره الأملس ذو اللون الأسود, وعينيه العسليتين التي لا يمكن مقاومتهما ورجولته وحضوره الطاغي الذي يجعلك تُجبريِن على رؤيته, يعتبر ذو كاريزما قوية ومبهرة.

تعمدت إشغال نفسي, إلى أن جاءت ساعات الليل التي يعود بها والدي من عمله. لتأتيني الخادمة وتخبرني أن أبي يريدني أن أنزل له في مكتبه لأنه يريد محادثتي. نزلت مباشرة وأحسست للحظات أن قلبي سيتوقف, طرقت باب مكتب أبي ودخلت ليقول لي: " أهلا فتاتي كيف أخبارك؟؟ "

"بخير أبي كيف أخبارك أنت؟؟ "

"أنا بخير, كنت أريد أخبارك أن هناك من أتصل بي يريد خطبتك"

"حقاً أبي وما رأيك؟؟ "

"أنا طلبت منه زيارتي غداً في مكتبي للتعرف عليه, وأخذت بياناته وكل من أسأله يقول كلاما مبشرا بالخير, لكنỊỊ "

"لكن ماذا أبي؟؟ "

"لكن أرى أن سنّكما متقارب جداً وأنك مازلتِ لا تستطيعين تحمل مسؤولية نفسك فما بالك بمسؤولية زوج وبيت وقد يصبح هناك أولاد, أرى صغيرتي أنك لستِ أهلاً بعد لفتح منزل "

"هل هذا رأيك أبي شكراً لك لقد جعلت مني لا أصلح لشيء أبداً "

"لا تغضبي فتاتي أنا فقط أخُبرك ما ينقصك لتفتحي بيتاً ليستمر مدى العمر "

"لا أبي لا تخف أنا لا ينقصني شيء وأستطيع فعل ذلك "

" صغيرتي حاولي فهم ما أقول أنا لست عدوك أنا والدك"

قمت من مكاني وأنا أقول: " كفا أرجوك والدي أنا حسمت قراري, وأنا موافقة على هذه الزيجة "

وتركت مكتب والدي وتوجهت إلى غرفتي وأنا في قمة الغضب من تفكير والدي بي.

ظل والدي في مكتبه طول ليل يفكر في حياتي ومصيري وقراراتي المتهورة والسريعة, ومع بزوغ الفجر أتى إلى غرفتى وقبل رأسي لأتململ في سريري وأقول: "صباح الخير أبي".

"صباح النور صغيرتي "

لأقول بتدمر واضح: "أنا كبرت أبي لم أعد صغيرة أنا على وشك زواج وأنت مازلت تناديني صغيرتي".

قال أبي بكل حزن الكون: "أمازلتي مصرّة طفلتي؟ "

قلت بكل عند: "أجل ولن أغير رأيي أبي وأنت تعرف ذلك فلا داعي لنقاش عقيم لا فائد منه "

"كل ما أريد قوله صغيرتي أتمنى أن يخيب ظني, وأعلمي جيداً أني لست موافقاً على هذه الخطوة في حياتك لكني لم أضغط عليكِ يوماً ولن آتي اليوم وأضغط عليكِ في زواجك صغيرتي, أتمنى من كل قلبي أن تسعدي في حياتك القادمة وأن يخيب ظني طفلتي ".

"شكراً أبي على تفهمك وعدم جعل الموضوع أصعب".

بعد مقابلة زياد إلى والدي تم تحديد يوم الخطبة, وبعد لقاء بأسبوع واحد كان موعد خطبتنا وكان حفلا أسطورياً فأنا البنت الوحيدة لأبي. ولأن شقة زياد جاهزة ولم تكون تحتاج لعمل كثير قررنا عقد قرآني بعد الخطبة بشهر, لم يعجب ذلك أبي لكني لم أسمح له بالتدخل أبدا. وبعد تجهيز الشقة وكتب الكتاب بأسبوعين أقامنا زفافاً لم يكن أقل من مهرجان, لكن بعد شهر العسل إنقلبت حياتنا إلى بصل. لا لا تسئ الفهم ليس الزواج بصل بل نحن من نجعله كذلك, فأنا مثلاً كنت أتعامل مع زياد على أنه صديق سكن لا على أنه زوجي ويجب عليّ مراعاته. وأتعامل في منزلي كما كنت أتعامل في منزل والدي كأنني في فندق ولو نزعت قميصي أضعه على السرير أو الأريكة لا في مكانه المناسب وهو المعلاق في الخزانة. أما بالنسبة للطعام الذي لم أكن أجيد ولا صنف من أصناف الأكل, فكان طعامنا دائما جاهزا. بالله عليكم أبعد كل هذا تريدون أن يستمر زواجي, أما بالنسبة لزياد فكان يريد أن أكون نسخة طبق الأصل من والدته, وأن أكون نشيطة مثل الشغالة الفيليبنية التي تعمل عندنا في منزل والدي. وبعد كل هذا يريد أن يكون المنزل نظيفاً 24 ساعة والأكل جاهزاً وساخناً, آه و الأدهى من ذلك أن أكون ملكة جمال. أظن أنه عندما خطبني أبي أخبره أني جنية وأفعل الأشياء في لمح البصر, وعند العودة من العمل يستحم ويأكل وبعد ذلك يخرج لمقابلة أصدقائه وإياك والإعتراض وفي عطلة الأسبوع يوجد دائماً سهرة لأخر الليل مع أصدقائه وإياك وإياك الإعتراض. أعتقد أن أبي كان محقاً مئة بالمئة, كثرت الشجارات بيننا لدرجة أننا لم نعد نقترب من بعضنا البعض, ونتفاد بعضنا لكي لا نصطدم إلى أن وصلنا إلى مفترق الطريق ولم يعد هناك لا صبر ولا تحمل أحدنا الأخر المعجزه في حكايتي أن طلاقي كان لأسباب تافهة ممكن كثيراً سيقول ذلك, لكن عندما يكون طرفان في زواج غير مسؤولين فمشاكل ومشاجرات تافهة تثقل الكاهل ليصبح كلا الطرفين ينتظر الأخر ليخطئ ليحمله قرار الانفصال, وهذا ما حدث بضبط معي فمع ضرب زياد لي بالقلم على وجهي حتى ركضت جرياً إلى بيت والدي وأصريت على طلاقي. فأنا وزياد لم نكن يوما ندا لهذه المسؤولية من رآنا يستشعر أننا أطفال صغار نلعب لعبة بيت بيوت.

يوجد الكثير من أيات وزياد في عصرنا هذا, لذا كلامي يخص كل فتى وصبي لا تتخذ خطوة الزواج إلا إذا كنت متأكد أن النصف الذي معك الآن يستطيع العيش معك 30 سنة على الأقل مع حبي لزياد ومع حبه لي لكن لأننا كنا أنانيين, وكان كل واحد منا يتعامل على حدا لم ينجح زواجنا. لو تعاملنا على أننا شخص واحد ولو كنا نتحاور ونتناقش على الأشياء التي تخصنا سوياً لما كنا وصلنا يوما لطلاق. ولو ابتعدت عن عنادي قليلاً واتبعت نصيحة والدي أو أطلت في فترة خطبتي قليلاً, يمكن وقتها كنت سأستطيع إنقاذ زواجي. إلى شباب اليوم أرجوكم إن الزواج ليس لعبة والطلاق أيضاً. فهو ان تهدم أسره فأنا أحمد الله عز وجل أني لم أحمل من زياد وإلا لعانى رضيعي ولكبر بين أهلين منفصلين, أو نكون قد جددنا حياتنا وضاع هو في نصفنا. لذا أرجو أن تتمهلوا في قرارتكم المصيرية. وأن تأخذ بمشورة الأكبر سناً بعيداً عن صراع الأجيال الذي سيدمرنا جميعاً قديماً كنا او حديثًاً.

أترككم مع بعض المواقف حدثت لي أنا وزياد وأتمنى أن تأخدوني عبرة.

في يوم كنت أتكلم مع سعاد صديقتي ونتفق على الخروج, وبما أنني فوضوية فقد كنت أحادثها في الهاتف وأحاول الأسراع؛ فما إن أفتح الخزانة حتى أستخرج منها ما أريد وأترك باب الخزانة مفتوح والدرج أيضاً وألقي بعض الملابس فوق سرير لأختار منها الطقم المناسب. بعد ساعة ونصف من التجهيز لم أنتبه أنه وقت رجوع زياد, حتى سمعت صوته وهو يقول: "يا إلهي ما هذا أيات هل ضرب إعصار غرفة نومنا؟".

"هههه كفا مبالغة زياد, عند رجوعي من لقائي مع سعاد سأرتبها ".

"ماذا ماذا؟؟ أعيدي ما قلتي"

"أنت سمعتني زياد, لماذا تريد أن أكرر كلامي".

"لأنه غير منطقي أيات".

"وما هو الغير منطقي في كلامي؟؟"

" أولاً أنك ستخرجين دون أن تخبريني كأن ليس لديك زوج تستشيرنه, وثانياً أنك ستتركين بيتك كأنه حاوية قمامة".

"كفا هراءاً زياد لما أطلب أذنك؟ أنا سأقابل صديقتي, إضافة إلى أني لم أطلب الأذن من أي أحد في حياتي, وأنت تأخرني بتفاهاتك".

"هراء وتفاهات, راقبي كلامك أيات.

"أنا لم أقل شيء أنت تريد أحداث مشكلة لا غير".

"أنا أريد أحداث مشكلة أيات أليس كذلك؟"

"أجل كذلك".

"إذاً لا يوجد خروج من المنزل أيات وسأدخل للاستحمام لأخرج ولأجد الغرفة منظمة, هل هذا واضح؟ ".

"لا ليس واضح, أنا لست خادمة ".

"أياتتتتتتتتتتتت".

عم سكون في أرجاء الغرفة ولم يقطعه إلا صوت المياه في الحمام وبدأ زياد بالإستحمام, أتصلت بسعاد وأعتذرت عن عدم حضوري. ونظمت الغرفة وأبدلت ملابسي بملابس منزلية وأخدت وسادة وغطاء وقضيت اليوم بغرفة الأطفال بها ونمت بها أيضاً.

كنت أجلس على السرير وأمسك بهاتفي النقال أتفحص فايسبوك و الواتساب و تويتر و يوتيوب, إلى أن سمعت زياد يقول: "مساء الخير".

"مساء الخير عزيزي ".

"كيف الأخبار, هل كل شيء بخير؟؟ "

"أجل بخير".

ليأتيني أتصال في الواتساب من ابتسام صديقتي.

"أهلا يا بيبو".

--------------

"أنا بخير, وأنت عزيزتي؟".

------------

"أنا أيضاً اشتقت لكِ كثيراً".

-----------

"لا لا يوجد شيء أفعله تكلمي في أي شيء" (مع العلم أن زوجها عاد من عمله ولم تقم حتى للاطمئنان عليه).

-------------

بعد نصف الساعة من الكلام عن كل شيء ولا شيء, قطعت ابتسام الأتصال لأن زوجها رجع إلى منزل.

كان زياد متابعا للفيلم طبعاً, وأنا بكل وقاحة أغلقت الخط لأكمل التفحص في صفحتي وبعد ما يقارب العشر دقائق سمعت زياد يقول: "أيات أنا جائع".

"وأنا أيضا عزيزي".

"إذا حضري مائدة الأكل".

"لكن لا يوجد أكل عزيزي".

"ماذا؟؟ "

"ما بك مندهش هكذا؟ أنا لا أجيد الطبخ".

"أنا على دراية بذلك لكن لما لم تطلبي أكلا جاهزا لحد الآن؟".

"لم أنتبه للوقت عزيزي".

"وما الذي كان يشغلك؟".

"كنت أتكلم مع صديقاتي".

"ألا ينتهي كلامكم أبداً؟".

"لا لا ينتهي, وماذا تريد مني أن أفعل طوال اليوم ؟؟"

"أن تنظفي منزلك أن تحاولي تعلم الطهي؟؟ "

"لكنني لا أريد؟؟ "

" أيات بحق السماء أنت اصبحت إمرأة متزوجة لم تعودي تلك الفتاة الصغيرة".

"حسناً حسناً سأتصل بمطعم ليحضر الأكل".

"آه يا إلهي أنا تعبت أيات لم أعد أستطيع أن أعرف ما عليّ فعله لكِ لتفهمي أنكِ لم تعودي مدللة والدك".

"أنا لست مدللة والدي".

"هل أنت مقتنعة بذلك؟ "

"أجل ".

"حسنا لقد أكتفيت فالكلام معك بلا فائدة".

كنت في المطبخ أعد الفوشار لكي نشاهد أنا وزياد فيلم في السهرة عطلة نهاية الأسبوع, حتى سمعت صوت جرس هاتف زياد وهو يقول: "أهلا يا أبو صلاح".

------------

"متى جأت؟ أنا لا أصدق أني أسمع صوتك".

-----------

"أنا في المنزل, لكني سأغير ملابسي وسآتي حالاً".

خرجت من المطبخ لأصطدم بزياد فقلت: " ما بك زياد لما كل هذه العجلة؟؟ "

فقبل وجنتيي وهو يقول : "أنا سأخرج حبيبتي".

"ولكن زياد الفوشار و الفيلم, نحن لم نسهر مع بعضنا البعض منذ شهر تقريباً".

"سأعوضك في المرة القادمة أيات, فماهر قد حضر من السفر وأريد رؤيته".

"لكنه لن يغادر غداً, ليست مشكله لو رأيته غداً".

"لا لا أيات سأراه اليوم وأعوضك أنتِ المرة القادمة".

"لم نعد نراك يا رجل", قالها سامر لزياد ليجيب الأخر: "أنا هنا لكن أنت تعرف مع مسؤولياتي وعملي فقط"

"هههه ,أم أن الحكومة لا تسمح بدخول إلى المنزل بعد المغرب؟".

"هههههه لا لست من هذا نوع".

"أمتأكد ؟؟"

"بالطبع".

"لنرى أن كنت ستسهر ليلة معنا ام لا ؟؟"

"لا سأسهر نكاية فيك, ولأؤكد لك أني أنا مسيطر".

"هههههه أدرك ذلك صديقي".

بعد مرور ساعة اتصلت أيات بزياد لتستخبر عن سبب تأخره فأجاب زياد بعد أن أبتعد عن أصدقائه: "ألو".

"أين أنت زياد؟ أنا في انتظارك".

"أنا مع أصدقائي سأتأخر قليلاً, لماذا؟؟"

"هل تتكلم بصدق زياد أنسيت أنك وعدتني أن تأخذني للسينما؟ فأنا لمدة طويلة وأنا جالسة في البيت وأشعر بالملل"

"أوه لقد نسيت فعلاً, عموماً عزيزتى لقد تأخرنا سنتركها إلي يوم آخر".

تتتتتتتتتتتت, أغلقت أيات الخط في وجهه.

ليعود زياد إلى مكانه وهو يشعر بالذنب, لكنه طبعاً لن يترك أصدقائه ليراضي أيات عند عودته سيعمل على ذلك.

أما أخر حادث حصلت أن كالعادة تهاونت بتنبيهات زياد لي وخرجت دون علم لأتسوق, وبعد ساعات رجعت للمنزل لأجده في انتظاري وملامح الغضب تكسي وجهه ألقيت السلام لكنه لم يرد, فباشرت بإخراج المشتريات لكي يراها ولكي أمتص غضبه أيضا إلا أنه قال: "خرجتي أين؟؟ ورجعتي متى إلى منزلك؟؟"

أيات: "أكيد سأعود إلى منزلي زياد فهو منزلي في الأخير".

زياد بتهكم واضح: "أكيد منزلك, وأنا أيضا زوجك لمعلوماتك ỊỊ "

أيات: "أنا على دراية بهذه معلومات زياد".

زياد ببعض الحدة: " وبما أنك على علم, لماذا لم تتصلي بي عند خروجك؟؟"

أيات بدهشة: "أتصل ỊỊ ولماذا الإتصال أنا دائمة الخروج ولم أطلب إذن أبداً".

زياد: "ذلك في وقت ماضي عزيزتي لكن الأن أنتِ لديكِ زوج تطلبين إذنه, هل هذا مفهوم؟؟"

أيات: "نعم, ولماذا أطلب؟ هل هذا سجن أو ماذا ؟؟"

زياد بتأفوف: "ليس سجنا بل الأصول, ألم يعلمك والدك المصون الأصول؟؟"

أيات بصوت عالي:" لا أسمح لك زياد وأرجو أن تحترم نفسك".

زياد: "أنا محترم نفسي غصب عنكِ وعن أهلك".

أيات: " لا أنت أكيد غير طبيعي أكيد مجنون".

زياد: "أنا مجنون يا أيات ".

أيات: "ورسمي كمان ".

ساد صمت بعد ما رفع زياد يده ليضربها بقلم علي وجهها, لم أستوعب الأمر في بدأ الأمر لكن بعد مرور لحظات أفقت من صدمتي لأخد جزداني وأنطلق لمنزل والدي.

لتتفاقم مشاكلنا مع صغرها لكنها أهلكت قلوبنا وأوجعت مشاعرنا. ليصبح الحل أو نستطيع القول الهروب هو الطلاق, فطلاقي لم يكن حلاً بل كان هروباً. فبين أهمال زياد وتبدية عمله وأصدقائه على بيته وزوجته, وبين أهمالي وإغفالي هن زوجي وتنبيهاته المتكررة على أخطائي ضاعت حياتي الزوجية وتلاشت أسرتي من الوجود. لأصبح مطلقة مع سبق الإصرار وترصد.   

 

 

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفصل الثالث من رواية زيان بقلم صبرينة غلمي

الفصل الثاني من رواية زيان بقلم صبرينة غلمي

الفصل الأول من رواية زيان بقلم صبرينة غلمي