الفصل الرابع من مجموعة القصصية أندروميدا بقلم صبرينة غلمي
خائن
قصة اليوم مشابه
لكثير من قصص هي ليست فريدة من نوعها ولا نادرة الوجود, لكنها تعتبر اكثر قصة إلما
في قصص الحب. اه يا قلب ماذا تفعل بنفسك وبصاحبك, او بأحرى ماذا فعل صاحبك بك لأنه
سبب في غرامك وعشقك بهذا الرجل. وجوده مهلك وغيابه اااااااااااااااااه لا داعي
لذكره لأن ذكر تصيبك بجلطة فما بالك بغيابه.
ماذا يا قلب هل
سنبقى نتكلم من غير تعريف عن نفسنا او ماذا؟؟
لا يوجد كثير لتعرفوه
هي بنت شرقية جذورا وملامحا ومع ان الأهل يقولون انا بلدها في فترة ما قبل تاريخ
كان يسكنها بربر وان احد جدودها ينتمي لأمازيغ الجزائر, لكن هذا لا يهم انه كل
همها ان جدورها ضاربة ومن عمق الجزائر.
اسمها سامية تبلغ من
عمر 25 سنة رعان شباب مثل ما يقلون, بيضاء البشرة, تتسم برموش كثيف وسوداء اللون
ووتمتلك عيون سوادء وحاجبها كثيف وشعرها الطويل الذي يسابق ظهرها طولا لكن هذه
المعلومة يعرفها القليل لأنها تخفه بطرحتها بما انها من البنات التي ترتدي الحجاب.
من محبي الأغاني ويمكن اطلاق صوتها وغناء اثناء استحمامها ككل الفتيات, لا تميل
للصدقات ولا تملك صديقة عمر يمكن ان نقول انها تملك صديقة مسار اي في كل مرحلة من
حياتها يوجد معها رفيقة وعند تغيير مرحلة او مسار تفرقهم الحياة. اما علاقتها
بأهلها واقاربها جيدة لكن كل ما يربطها بهم مازن فهو إبن عمها واقرب شخص لها في
حياة بدليل انه زوجها منذ سنة. هي وحيدة والداها وعتادت تدخلاتهم في حياتها لكن
عند دخولها الجامعة اوقفت تدخلهم في حياتها لتصبح لها حياة خاصة لكن مازن كان
دائما متواجد في اي حياة او تغيير لها. مازن فلك حياتها وكان سندها دائما, كان
اهتمامه بأشيائها الصغيرة قبل الكبيرة ممتع لا تجده تدخلا او فضول بل كانت تعبيرآ
عن حبآ واهتماما. ما أجمل ان تجد شخصا تحدثه بما تشاء ولا تخاف من ان يفهمك خطأ او
ان تتغير نظرته لك فهو يعرفك أكثر من نفسك حتى وانت تثق في حكمه على ألامور, لذا
فإحساسها بالأمان لا متناهي بوجوده وإحساسه بحاجتها له وتحمل مسؤوليتها لا يضاهيه
اي شيء. علاقتهم كانت جذب ورخي كأي علاقة بين اقارب لكن هي ومازن كانت علاقتهم
اقوي بكثير من اي اقارب في صغرهم كان يتصورن ان كل الاقارب مثلهم لكن مع كبرنهم
ادركا ان ما يجمعهما اعمق واقوي من صلة دم, جمعهم الاحترام والثقة والحب اصبح مع مرور
الوقت ولها وعشقآ لا متناهي ليصرح به مازن في سنة الاولى لها للكلية ويطلب يديها
لتتم خطبتهم ولمدة سنتين حضر فيها عش الزوجية وانهيت هي دراستها واصبح مازن مدير
الفرع في شركة التي يعمل بيها. ليكتب كتابهما قبل يومان من فرحهما, وشهر العسل في
احدى فنادق تونس الرائعة كانت حياتها لغاية الساعة مليئة بحب واهتمام مازن, لغاية.......
اشرقت شمس نهار جديد
ليرن منبه هاتفها على ساعة السادسة ونصف لتقوم بإغلاقه وتستفيق من نومها لتنظر
لجانبها الأيمن وترى اجمل المناظر حبا لقلبها مازن ينام على بطنه ويتوسد وسادته
ويعقد حاجبيه في غضب من صوت منبهها ليرجع يفردهما بعد اغلاقها للمنبه. لتضع قبلة
على احدى وجنتيه ويصدر هو صوت: مممممممم.
اااااه صغيري لن
تتغير ابدا, قالتها وهي تتجه الي الحمام وبعد اخدت الدوش حضرته لمازن وبعد
ارتدائها لملابسها, اقتربت من مازن لتجلس الي جانبه وهي تقول: مازن حبيبي.
مازن: ممم.
انها سابعة يا حبيبي.
وماذا انا بفاعل.
هههههه لن تفعل الا
القيام وتوجه للحمام لكي تستحم وانا سأحضر لك فطارك لأنه وقت العمل عزيزي.
لا اريد نوم.
مازن استفيق حبيبي
وكفى دلالا عزيزي لا تنسى انك مدير ويجب ان تكون قدوة.
مدير اه مدير طب
ممكن تساعدني لكي اقوم.
اكيد, مددت يدي
لأساعده لنهوض. لكن من يعرف مازن مثلي يعرف انه لن يقوم قبل ان يوقعني الي جانبه
على سرير ليقول: ما هذا نشاط وجمال حرمنا المصون.
ههههههه نشاط ممكن
لكن جمال اشك؟؟
لا لا انت بهذا
الكلام تشككين بذوقي.
وهي تتصنع الصدمة:
لا لا لا يحق لي ان اشك في ذوق حضرتك
ههههه انا ايضا بقول
نفس كلام.
حبيبي ارجوك اتركني
يجب ان تقوم حالا لكي لا تتأخر.
اهااا تريدين القيام
أليس كذلك؟؟
اجل مازن فلم يتبقى
من وقت كثيرا لتجهيز فطار.
اهاااا لماذا
يخالجني احساس انك قد نسيت شيئا.
هي بغباء مصطنع: انا
لا لا عزيزي لا يوجد ما انا نسياه.
سامية!!
هههههه ماذا تريد؟؟
لا تتغابي لأنك لن
تقومي من دون ان أخذ قبلتي.
غادره مازن بعد
لافطار متجها الي عمله لتبدأ نهارها كأي ست منزل بين توضيب الغداء وتنظيف المنزل
وغسل ملابس وتعليقيها امام اشعة الشمس لمدة معينه لجمعها مرة ثانيه وتنيها ووضعها
في خزانة ملابسهم. يوم طويل لا ينتهي الا عند الخلود الي النوم.
دخل مازن لمكتبه
لتدخل بعده سكريترته الحسناء فهي إسم على مسمى, وهي تقول بإبتسامة إغواء : صباح
الخير استاذ مازن.
مازن بإبتسامة مودة:
صباح نور حسناء كيف الحالك؟؟
حسناء: بخير والحمد
الله شكرا على سؤالك.
مازن: العفو ماذا
لدينا اليوم؟؟
حسناء: الكثير للأسف
فهو يوم اجتماعات, غير ان استاذ يحيى يريدك ان تذهب له حالا.
مازن: شكرا لكي
حسناء سأتوجه له حالا.
اتجه مازن لمدير
الشركة الذي قام بإستدعائه لإخباره انه يوجد صفقه مهم وان عمله سيكون مضاعفا
الايام القادمة وفي اخر الشهرين القادمين سيكون عليه سفر خارج البلد لإتمام الصفقة
التي ستكون مسؤوليته. سعد مازن بهذه الثقة وباشر العمل على الصفقة مباشرة.
ظل على عمله وحسناء
تغتنم الفرصة لتدخل كل مرة وفي يدها شاي او قهوة او عصير ليساعده على تركيز.
عندما احس مازن بتعب
رفع رأسه ليجد ان ساعة تعلن عن تمام الحادية عشر ليلا, عقد حاجبيه بإستغراب كيف
تأخر الوقت دون ان ينتبه, لتدخل حسناء في هذا وقت وهي تقول: هل تريد شيئا استاذ
مازن؟؟
مازن بإستغراب: لقد
انتهى وقت دوام العمل منذ زمن لماذا لم تغادري حسناء؟؟
حسناء: لقد كنت
مشغولا ولم استطيع ترك مكاني وانت تحتاجني.
مازن: اسف جدا
لتأخيرك يا حسناء لكنني لم انتبه للوقت ابدا.
حسناء: لا تهتم
فالعمل قبل كل شيء.
مازن: شكرا لكي
وشكرا لتفانك لا متناهي في عمل.
حسناء بخجل مصطنع:
لا شكر على واجب.
مازن وهو يقوم: اتي بحاجاتك
وإلحقي بي لكي اوصلك.
حسناء بكذب: لا لا
داعي لذلك.
مازن بإستفسار: هل
سيأتي احد من أهلك ليقلك الي منزل.
حسناء: لا سأذهب
وحدي.
مازن بإصرار: ابدا
لن يحصل هذا ان وقت متأخر لكي تعودي للمنزل وحدك وبما انني سبب في تأخيرك فانا
الذي سأوصلك.
حاولت المجادلة لكن
مازن قطع ذلك ليتجه الي سيارته وتلحق هي بيه ليوصلها لبيتها وهما يتكلمون عن كل
شيء ولا شيء وبعد إيصالها يتجه الي بيته.
اما هي فقد حضرت
الحمام لمازن ليستحم عند عودته من العمل وأعادت تسخين الأكل فهو اكيد لم يأكل شيء
فمعدته تألمه من أكل طعام الخارج لذا امتنع عن أكل الا في البيت, مرت ساعتين من
موعد قدوم مازن وبدأ خوف يعصف بها ويرسم لها أفكار مخيفة تتزاحم على رأسي وهاتفها
لا ينزل من علي أذنها وهي تتصل وما من مجيب, لتمر ساعة كاملة وسامية على هذا الوضع
وبعدها يخبرها مسجل الهاتف ان جهاز الذي اتصلت به مغلق وهنا لم يبقى فيها ذرة عقل
بالمرة فخوف سيطر عليها بكل درجاته. لتتذكر هاتف عمله وانها تركته في منزلها لتتصل
بوالدتها وتطلب منها توجه الي غرفتها وفتح درج مكتبها واملاء رقم مكتب مازن, لتقوم
والدتها بما امرتها وعند انتهائها تقول: ماذا بيكي عزيزتي لماذا كل هذا الاستعجال وقلق
الذي في نبرت صوتك؟؟
لا يوجد شيء امي.
اغلقت مكالمة من غير
سلام كما بدأتها, لتترك والدتها في حالة صدمة وقلق, ما ان اغلقت حتى كتبت رقم
ويأتها بعد مدة صوت حسناء وهي تقول: الو.
مازن في مكتب يا
حسناء.
حسناء بحنق ليس
ظاهر: لا يا مدام وقت شغل انتهى وانا بخلص شغل ونزله.
هل لديه عمل خارج
المكتب.
حسناء: على حسب علمي
لا.
شكرا.
اغلقت الهاتف والخوف
مضاعف, اما حسناء فرتسمت اوسع ابتسامة على وجهها وهي تقول: يبدوا ان بيتك ستخيم
عليه غيمة سوداء يا مازن.
لم تترك ركننا لم
تقف او تمر عليه في منزلها وكل تفكرها في مازن وما سبب تأخيره خصوصا بعد اتصالها
بأهله ومعرفتها انه لم يمر بهم.
وهي في تلك حالة من
خوف الهستيري ودموعها لا تفارق مقلتيها سمعت صوت مفتاح يدور في قفل الباب لتسرع
بتجاه الباب لتجد مازن يدخل منه سالماً معافى, اول مرة في حياتها تحس احساسين
كلاهما مناقض لثاني سعيدة جدا انه بخير وانه عاد وغاضبه منه جدا لأنه بخير وانها
امضت الساعات السابقة في كابوس لتصرخ دون وعي منها: أين كنت كل هذا وقت؟؟
مازن بإبتسامة
خفيفة: لما صراخ عزيزتي كل أمر انه كان لدي شغل.
كاذب
نعم!!!
ماذا هل صدمك ان
اعرف حقيقة انك لم تكن في عمل؟؟
سامية انا تعب جدا
من العمل ولست بمزاج لدلاليك هل هذا واضح؟؟
برافو يبدوا انه مع
تميزك بالبرود والاستفزاز اضفت تميزا اخر واصبحت كاذبا ايضا.
سااااااااااااااااااامية.
خيمه صمت رهيب
ليقطعه مازن وصوته مليء بغضب: لقد مررت الكلمة اول مرة لكن الثانية لن تمر على خير.
انا لا اتبلاك انا
اقول حقيقة فقط.
حقيقة ماذا اتريدي
ان تصيبيني بالجنون؟؟
حقيقة انك لم تكن في
عمل وانك تكذب.
نظر لها مطولا ليقول
بعدها وهو يضغط على اسنانه: ما دليلك على كذبي.
لقد اتصلت بمكتبك
لترد حسناء وتخبرني انك خرج في معاد انتهاء العمل.
مازن بصراخ: هل جنني
خرجت كيف وانا من اوصلها الي منزلها.
ماذااااااااااااااااااا؟؟؟
اوصلت من لمنزلها؟؟
ماذا لم يكن هناك حل
انا السبب في تأخرها في العمل و واجب مني ايصالها.
صراحتا كلك نخوة
ومروءة.
مازن وهو يرفع احدى
حاجبه: وهل يوجد لديك شك في ذلك.
لا ولا اشك فيما
سمعته اذني ايضا.
والمعنى؟؟
الملخص ان احدكما
يكذب والواضح.....
ماذا اكملي؟؟
اكملها انت فذكائك
لا يستهان بيه.
تركته لصدمته لتدخل
لغرفتهما وتغير ملابسها لمنامة مريحة وتمسك جانبها في فراش وتغلق الاضواء.
اما مازن فقد حملته
قدميه بصعوبة الي صالة الجلوس ليرمي نفسه على اريكة كيفما كان وهو يحدث نفسه: يا
إلهي لا أستطيع تصديق ان انا مازن يا سامية تكذبينني لا يعقل, لا لا هي لا تكذبني
فقط بل تشك في حبي لها واعلنتها في وجهي انها تشك في علاقتي بحسناء وانها ليست
علاقة عمل فقط. ا هكذا اصبح الوضع بيننا يا سامية لك ما تريدين اذا ولتتحملي نتائج
كلامك هذا جيدا.
بعد تلك الليلة بدأت
حياتهما يتخللها الفتور وذلك بسبب عنادهما المتواصل فهي احست بخيانة وغدر وكذب وهو
يرى انه لم يخطأ وانها من افتعلت المشاكل, سامية رفضت طلب العفو وهو يترفع عن طلب
صفح. وبهذا اصبحت الحياة متعبه خصوصا ان مكانتها في حياته ليست قليلة ولا مكانته
في حياتها فهو محور حياتها, مرت ايام بينهما كأنهما اغراب لكن الفرق انهما يعيشان
في نفس المكان فسامية تقوم بوجباتها المنزلية كالمعتاد لكن عند عودته تختلي مع
نفسها في غرفة الاطفال تشاهد شيء في تلفاز او تقرأ رواية, وعند سماعها لباب
غرفتهما ينغلق تقوم لغسل الاواني الذي خلفها بعد ما اكل. وعند اطمئنان انه قد نام
تدخل لتنام في فراشهما وهي متمسك بجانبها مرت أيام بملل وحزن رهيب وكلهما متمسك
بعناده.
ليأتي يوم من أيام
وكانت تقوم بتحضير الغداء فسمعت جلبة في البيت, خرجت من مطبخ لتجد مازن يدخل من
حمام ليدخل غرفة النوم ويخرج مرة ثانية ليدخل الحمام وبعدها غرفة النوم وغاب مدة
من زمن ليخرج بعدها وهو يحمل حقيبة سفر, لترفع حاجبيها بإستغراب وهي تسأله: إلي
أين؟؟
سفرية عمل مستعجلة.
سفرية عمل مستعجلة؟؟
نعم كان من مفترض ان
تكون شهر القادم لكن شركة طلبت ان يسافر المسؤول عن صفقه خلال يومين لتتم لذا وجب
عليا السفر حالا.
لم يكمل كلامه حتى
رن هاتفه ليقول: الو نعم حسناء
-------------
هل تأكدت من جميع
ملفات الصفقة؟؟
------------
احسنت عمل رائع
ومجهودك جبار.
------------
لم يبقى كثير من وقت
على سفر, هل تستطيعي الذهاب للمنزل وبعدها المطار.
------------
واووووو فكرة رائعة
إذا سنلتقي في مطار لا تنسي تأكد من ملفات قبل خروج من الشركة ليس هناك وقت لو
نسيت شيئا.
-----------
انا ايضا كلها ربع
ساعة واخرج من منزل.
----------
سلام.
التفت مازن ليجد
ملامح سامية لا تبشر بخير ليقول تلقائيا: ما هذه النظرة يا سامية؟؟
نظرت له مطولا
لتقول: لا شيء ليس مهما.
تركته لتستدير وتعود
للمطبخ لتنهي الأكل الذي كان له خصيصا لأنه يحب المحاشي بكل اشكالها لذا كان لديها
عمل كثير.
سمعت اصوات اقدام
تقترب من مطبخ واحست بوجوده امام باب المطبخ لكنها تعمدت عدم رفع رأسها له, بعد
فترة من زمن سمعت صوته يقول: ألن تودعيني؟؟
لا لا داعي لذلك.
ألهذه الدرجة اصبحنا
غرباء.
أجل للأسف قولها
لنفسك أولا من لم يتعب نفسه ليخبرني عن سفره لن اتعب نفسي لوداعه.
لكنني هنا واودعك
وانت من ترفضين.
اوووووه لا تضحكني
مازن انت لست هنا لتودعني انت هنا لأخذ اغراضك لا أكثر.
متى اصبحنا هكذا؟؟
هنا رفعت رأسها
لتقول: منذ زمن لكن يبدوا ان عملك انساك حياتك الخاصة.
رفع يده لينتبه انه
لم يبقى له وقت للكلام لذا قال: يجب ان أذهب.
لا أرى ما يمسكك
لعدم ذهاب.
نظر لها مطولا
ليقول: انتبهي لنفسك ويمكنك ذهاب لأهلك لكي لا تبقي وحيدة.
اتمنى الا تشغل بالك
بي واذا تتكلم على وحدتي فكان الاجدر ان اذهب لأهلي منذ زمن لأني اشعر بوحدة منذ
فترة وليس الأن.
سأذهب لأنه من
مستحيل التغلب عليكي في الكلام.
اتجه الي حقيبته
وبعدها الي باب المنزل وما ان خرج وأغلقه حتى رمت اي شيء قابلته يديها في الأرض
ليتحطموا كما تحطم قلبها, ألهذه الدرجة لم يعد يهتم لي ولا لمشاعري, يبدوا ان ما
كان يجمعنا ليس حب بل صلة قرابه لا اكثر.
اااااااااااه لا
يوجد من اتصل به, من اقول له ماذا اعاني وما يخالج قلبي.
حملت نفسها بصعوبة
وتفاديت الزجاج الذي يملئ الارض بمعجزة لتصل لغرفتها وتتوسط فراشها وتتكور كجنين
في بطن والدته.
خرج مازن من منزله
وألم غريب في قلبه وشيء من داخله يقول عود ارجع قبل ان يفوت الأوان لا تترك صغيرتك
لا ملجأ لها غيرك, استقل سيارة اجرى وتجه لمطار ليجد ان حسناء قد سبقته هناك. كانت
ملامحه توحي انه ليس بخير, وبما ان حسناء مرى عليها كثير من هذه الحالات مع
رؤسائها السابقين فعرفت انه لابد انه تشاجر مع زوجته قبل ان يأتي وهذا أسعدها جدا
فقد يخدمها هذا الوضع للإيقاع بيه.
قبل صعوده للطائرة
اتصل بأهل سامية ليخبرهم بسفره وان احد يذهب لجلب سامية لكي تبقى معهم أيام سفره
لكي يطمئن باله عليها.
صعد الطائرة مغادرا
أرض الوطن التي تضمن صغيرته وهو ينتابه قلق رهيب مع انه اتصل بأهلها واخبره والدها
انه سيذهب لها حالا لكن مع ذلك ليس مرتاحا ابدا لدا قرر انهاء صفقة بسرعة والعودة
بأسرع وقت لأرض الوطن.
ألم فضيع في اسفل
بطنها جعلتها تتلوى في فراشها ليأتي الي مسامعها صوت طرقات على باب منزلها, تحاملت
على ألمها وعلى نفسها لتصل لباب وما ان فتحته حتى وقعت مغمي عليها فقدميها لم تعد
تستطيع حملها وما سمعته قبل ان تظلم الدنيا في عينيها صوت والدها ينادي بإسمها
بهلع وخوف شديد.
بعد مدة من زمن
طويلة او قصيرة لا ادري, لكنها استيقظت لتجد نفسها في المستشفى وأمها ووالدها
جالسين بجانبها ما ان فتحت عنينها حتى قالت امها بإبتسامة سعادة لا تمت لوضعها
بصلة: الحمد الله على يا السلامة ماما.
ماما!!
ليقول والدها: أجل
فصغيرتي كبرت وستصبح أما أخيرا.
لتقول امها بسعادة
كبيرة: وسنصبح انا وانت جد وجدة.
ابي: هذا صحيح لقد
كبرني هذا الولد وانا لاازال شابا.
لتضحك والدتها على
كلام والدها.
اما هي فكانت في
عالم اخر فرحة جدا بصغيرها لكن كم كانت تتمنى ان يأتي هذا خبر ووالده بجانبها
ليخبرها هو الخبر بدلاً والدها.
اصر والديها ان تبقى
معهما لعودة مازن خصوصا ان الدكتور اكد على راحتها وان لا تجهد نفسها لكي لا تخسر
صغيرهااااااااااه صغيري اعتقد انه لم يعد احد لي في هذه دنيا غيرك.
انهى مازن اتفاقية
الصفقة في اول يوم له من وصوله, رغم تعبه من سفر لكنه اصر على اتمامها والعودة
لارض الوطن سريعا. حاولت حسناء منعه لكن اصراره كان غريبا ومزعجا جدا لحسناء ومن
شدة غضبها لأنه تركها ليتأكد من حجز تذكرت الطيارة عن طريق الانترنت, اتجهت الي
المصعد وهي تتكلم في هاتف مع صديقتها لتقول: انا سأنفجر لم استطيع فعل شيء لأننا
وصلنا ساعة 4 فجرا وبدأ الاجتماع على ساعة 9 صباحا وما ان انتهى من اجتماع حتى قرر
العودة سريعا لزوجته, أجل فعلت ما قولتيه لي وجعلت زوجته تكذبه, لا لم يقل شيء
لكنه سألني بعد تلك اليله اذا اتصلت زوجته او لا وانا انكرت ذلك واقترحت انه يمكن
ان يكون تدخلات في شبكة الهاتف.
لم تنتبه حسناء
اثناء غضبها من جسد مازن المتيبس ورائها فهو وجد مكانا شاغلا في طائرة بعد ثلاث
ساعات لذا اتجه مسرعا للمصعد لكي يجمع الحقيبة ويسرع للمطار وقبل ان ينادي بإسمها
سمع كلامها عن زوجته.
ما ان انفتح المصعد
حتى ودعت صديقتها لتدخل للمصعد ليواجها وجه مازن الذي قال: يا لك من وضيعه لكن
لأخبرك شيء صغير خطتك كانت فاشلة فأنا وزوجتي بأحسن حال. وهم بصعود السلم لكنه
التفت لها ليقول: اه قبل ان انسى لا اريد رؤية وجهك ثانيا هل هذا مفهوم.
صعد السلالم جريا
وهو يطلب سماح والعفو من صغيرتيه ويعطي مبررات لغيرتها فهي كانت على حق, ان حسناء
تدبر شيئا.
بعد نصف ساعة وربع
كان في مطار ودخل غرفة الانتظار وهو لا يستطيع الصبر ويدعوا الله ان تكون صغيرته
بخير وان تتقبل اعتذاره وان لا يخسرها.
حبيبتي هل انت
نائمة؟؟
لا أمي تفضلي.
كيف حالك صغيرتي؟؟
انا بخير امي لا
تخافي.
الحمد الله وصغيرك
هل لا تزالين تشعرين بألم؟؟
لا أمي انا وصغيري
بخير.
ووالد صغيرك؟؟
مازن بخير أمي وهو
في سفرية عمل لماذا السؤال؟؟
لأن والدك ذهب الي
بيتك ليأتي لكي بملابسك ليجد مطبخك مليء بزجاج مكسور كأن احدا رماهم في وقت غضب.
لا لا أمي لقد دهمني
الألم وانا احضر الأكل ووقعت مني الصحون وانا اغير مكانها ولأن الألم تضاعف لم
استطيع جمعها هذا ما في أمر.
الحمد الله خوفت انا
ووالدك ان تكونا قد تشاجرتما.
من انا ومازن اكيد
تمزحان امي لا لم نتشاجر ابدا.
لا تحسدي نفسك
صغيرتي.
حاضر امي انا لم
اقول شيء انت سألتي وانا اجبت هذا ما في الامر.
حسنا صغيرتي سأذهب
لأحضر الغذاء هل تشتهينا شيئا بحد ذاته.
لا امي لا شيء.
حسنا صغيرتي.
ما ان حملت هاتفها
حتى جاءتها رسالة من رقم مازن المحلي فتحتها بسرعة لتجد محتواها:
إِشْتَقْتُ لِعَبِيرِكِ الفَوَاحْ
إِشْتَقْتُ لِصَوْتِكِ رَنَانْ
إِشْتَقتُ لِنَظَرَاتْ عِشْقِكْ
إشتقتْ ... إشتقتْ ...
غَائبْ لاآَعْرِفْ مَصِيرَكِ
تُشْبِهِ رَحَالَ فِي غِيَابِهِمْ
لا أَحدْ يَعلَمْ أَينَ تُمَسِي
وفِي اَيْ بِلاَدْ تُصْبِحْ
لَيسَ عَيبْ غِيَابُكِ وَلاَ عَدَمْ سُؤَالِكْ
العَيبْ هُو عَدَمْ وُصُولِي إِلَيْكِ
بعد تلك كلمات وجدت
اناملها تخط رسالة كانت مفادها:
توقف عن ألانين
ليس نسيانا
توقف عن البكاء
لثقتي اللامتناهية فيعشقك
حبك حكاية انا ملكتها
عشقك فن انا من عشاقه
ولهك وشتياقك مدرسة انا من روادها
ضحتك املي
بتسامتك ولهي
جنونك الهامي واحلامي
غضبك بركاني
ابتعادك حسرتي والامي
بعد دقائق من
استلامه رسالة وجدت اتصال من مازن وما ان ردد حتى قال: بعد شر على طفلتي يجعل الله
سوء يصيبني ولا يصيبك.
طفلتك؟؟
اجل صغيرتي انا اسف.
انا ايضا لم اكن
اقصد ايذائك بكلامي.
اعلم صغيرتي أين
أنت؟؟
انا عند والداي.
انا قادم حبيبتي.
اين انت؟؟؟
انا في سيارة الاجرة
قادم لكي.
حسنا في انتظارك.
بعد ما يقارب نصف
ساعة سمعت طرقات الباب التي فاقتها دقات قلبي, لأسمع صوته وهو يسلم على امي التي
ما ان رأته اخبرته بتعبي من دون ذكر حملي, اوووووووووه امي لا تتغيري ابدا.
ليدخل الغرفة
كالإعصار وهو يجلس على حافة السرير جانبي: ما بيك حبيبتي مما تشتكين؟؟
إهدأ مازن انا بخير.
كيف بخير وانت طريحة
الفراش من يومين مثلما تقول أمي.
هي تبالغ فقط يا
مازن.
هي لا تبالغ فوجهك
مصفر هيا قومي لتغيري ملابسك.
لما؟؟
لأخذك الي دكتور.
لاداعي سأزوره غدا؟؟
لما ما مرضك؟؟
لا يوجد مرض محدد
لكن يقولون اننا سنرزق بطفل بعد سبعة أشهر.
ماذا؟؟؟
ماذا الا تريدوا
طفلا يمكننا استرجاعه.
ههههههه انت تمزحين
اليس كذلك اكيد واريده وأنتظره بفارغ صبر حبي.
هو سعيد الحظ لأنه
سيحظى بوالد مثلك.
لن يأخذ مكاني أليس
كذلك؟؟
يا إلاهي سنبدأ
الغيرة باكرا.
ههههههههه اجل وهل
عندك مانع.
أبدا.
احبك اعشقك
اموت ولها بك.
تمت الحمد الله......
تعليقات
إرسال تعليق