الفصل الثاني من مجموعة القصصية أندروميدا بقلم صبرينة غلمي
حبي أوهمني الحب
الأحداث يرويها إسلام
عودة لأحداث ما قبل شهرين
منظر المدينة رائع جداً
عند جلوسك في أعلى مكان فيها لتشاهدها كاملة بناسها, وأشجارها, وبنايتها المتراصة
فعلاً مشهد خلاب يخطف الأنفاس خاصة لمحبي الهدوء. قطع إستمتاعي بمشاهدة المنظر
رنين هاتفي الذي يعلن عن صاحبة الإتصال قبل وصولي إليه وهو في سيارتي فهذه الرنة
المخصصة لوالدتي.
أهلاً أمي.
أمي: أهلاً حبيبي
أين أنت؟؟
أنا فوق أحدى تلال
المدينة.
أمي: عزيزي مكانك
المفضل منذ صغرك.
هههه أجل أمي فطفلك
لا يتغير أبداً.
أمي: أجل حبيبي طفلي
المفضل, أردت الإطمئنان عليك وأن أطلب منك عدم التأخر.
أمي أرجوك لقد أصبحت
رجلاً ولا تزالين تعاملينني على أنني رضيع.
أمي: ستظل طفلي حتى
لو أصبحت أبا هل هذا مفهوم.
ههههه مفهوم حبيبتي
لا أريد إغضابك أنا أمزح فقط.
أمي: مع السلامة
حبيبي ولا تنس كلامي.
حسنا أمي إلى اللقاء.
هذه أمي حبيبتي ست
الحبايب مثلما تقول الأغنية, يا إلهي جمال المنظر وإتصال والدتي أنساني أن أعرفكم
بنفسي أنا إسلام أحمد أبلغ من العمر 25 سنة وحيد والداي. ملامحي شرقية مئة بالمئة,
أسمر البشرة ذو شعر أسود سواد الكبرى لون عيناي بلونين غريبين مميزين, ذو دقن
خفيف. اكتسبت طول والدي وجسمي متوسط الحجم, أملك من الأصدقاء الكثير لكن لو كنت
تقصد الصداقة التي تتخللها الأخوة الخالصة فأنا أتكلم عن حمزة صديق الطفولة
والشباب وسنكون أصدقاء الشيخوخة. لقبي المتداول في جامعة هو " كينغ " لا
أنكر أني جذاب وأني مررت بكثير من العلاقات لكنها كلها عابرة أو زمانية لأني لا
أؤمن بالحب ولا نلتقي أنا وهو في مكان واحد أبداً لأننا خطان متوازيان. وأنا لا
أختلف كثيراً عن الشباب الموجود في السوق أبداً هههه, أنا أمزح فقط فهذه مشاكسة
مني لبعض الفتيات التي تقول أنه يوجد سوق رجال أريدك أن تقرئي قصتي وفي الأخر
تخبريني إذا كنت بصل أم فروالة في السوق, هههه. لكني عنيد ومستهتر بعض الشيء ولا أعترف
بالهزيمة أبدا فيوم اعترافي بالهزيمة سيكون يوم إعلان وفاتي.
بعد إنتهائى من
خلوتي المعهودة عدُت إلى البيت مع تزامن وقت الغذاء لأجد عصافير الحب يتبادلان
أطراف الحديث والفرحة والسرور بديان على ملامحهم, لأقول: أدام الله عليكم هذه
الفرحة.
لتلتفت أمي وتقول: وأدامه
عليك أيضاً يا حبيبي.
ليقول أبي مشاكسا:
الله إذا كان ابنك حبيبك فأنا ماذا سأكون؟؟
لتتقدم أمي منه
وتقبل جبهته وتقول: أنت روحى وبعدك يكون لا أساس لأي حياة.
لأقول وأنا أتراجع
للخلف: أعتقد أن وجودي لم يعد لائق.
ههههه, لا حبيبي
وجودك هو سعادتنا, كانت هذه كلمات أمي التي تقولها في أي مناسبة أو غير مناسبة أنا
الثمرة الوحيدة لهذا الحب.
لتكمل أمي: اذهب
لتغيير ملابسك وتعال لتأكل فأنا سأجهز المائدة حالاً.
أثناء الغذاء أخبرني
والدي أنه يريدني أن أذهب معهم غداً لزيارة أحد أصدقاء والدي القدامى الذي ألتقى
به منذ أسابيع, مع مشاهدتي لفرحة أبي وهو يتكلم عن صديق الطفولة الذي كان يعيش في
اسبانيا وتزوج اسبانية والتي من شدة حبها له اعتنقت الإسلام وأصبح لهم فتاة في
عمري لم أهتم كثيرا للتفاصيل الذي أمطرنا أبي بها عن هذا الصديق لكن صراحة تعجبت
جداً ألهذه الدرجة ممكن أن يؤثر الحب في شخص ليتخلى عن كل شيء مقابل شخص آخر فعلاً
شيء محير.
جاء الغد لأذهب مع
والداي لبيت صديقه لا أنكر أبداً أن زوجته كانت اسبانية بحق فسبحان من سوى وخلق,
فمع تقدمها في السن ولكنها مازلت جميلة وجميلة جداً أيضا فعلاً زوجة مثالية.
بعد لحظات سمعنا صوت
فتح باب البيت فقالت زوجة صديق والدي: زهرة تعالي حبيبتي للصالون يوجد لدينا ضيوف.
لتقول: نعم أمي
قادمة.
مع دخولها لم أستطع
الكلام ماذا أصف وماذا لا أصف, تصورو معي فتاة خليط بين ملامح الأسبان والشرقيين,
جمال مهلك لا يمكن لأي بشر أن يقاومه فما بالك بالعبد الضعيف, ولتكمل عبارتها ما
تبقى لي من عقل. فما إن ألتقت عيناها بعيناي حتى قالت: واووووو يا لها من عينين.
لم أستطيع أغلاق فمي
الذي تفوه بأول ما جال في فكري: ردت فعل المتوقعة جميلتي.
لأسمع والدي ينهرنى
على فعلتي, وبدأ والدها يتكلم عن علاقته هو و والدي وفي أخر كلامه أوصاني بها
وأخبرني أنها معي في نفس الجامعة ليس نفس الفرع لكن نفس الحرم الجامعى, لأخبره أن
لا يشغل باله أبداً فأنا موجود دائماً في خدمتها.
بعد عودتنا للبيت لم
أستطع النوم أبدا فعينها الجميلتين لم تتركاني لحالي أبدا, يالها من مركز جمال
متنقل, لكن من يعرف إسلام يدرك أنني لن أنهزم أمام الجمال مهما كان مهلك.
بعد هذه الزيارة
بيومين وعند وقوفي في الجامعة مع المجموعة الصوتية كما يلقبها حمزة, سمعتهم
يتكلمون عن فتاة صعبة المراس ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها خاصة الذكور, إستغربت
الأمر جداً واعتقدت أنها أكيد معقدة فقول بإستهتار: إنها أكيد تعاني من خطأ ما,
لماذا أنتم مهتمون بها هكذا؟؟
ليقول سامر: إنك لم
ترها يا صديقي فهي آية من الجمال من المستحيل أن تكون معقدة.
لتسرع هالة وتقول
بغيظ: إنها متكبرة.
لتقول إحدى الفتيات
الذين لا أتذكر أسمائهن لكثرتهن لكنها تتواجد باستمرار في المجموعة: أكيد حبيبتي
ستنغر بجمالها فهي من أصول اسبانية.
عند تلك الكلمة جاءت
تلك العيون الساحرة في مخيلتى, لا لا يمكن أن تكون هي لأقول: أروني هذه العجيبة
التي تتكلمون عليها.
ليقول سامر ضاحكا:
ههههه ماذا يا كينغ أتريد أن تعود خائب الرجاء ككل الكلية.
رفعت احدى حاجباي
لأقول بكل ثقة معتادة لسامر: ليس إسلام أحمد من يعود خائباً يا سامر أم نسيت هذا
يا إبن رفعت.
اجتمعت كل المجموعة
طبعا لترى الهزيمة كما يقولون أمام الجبارة التي سحقت الجميع, وما إن أشارت هالة
حتى قفز قلبي من مكانه وأدركت أن الجميع لم يبالغوا في وصفها, أأأأأه يا قلبي تسير
كعارضات الأزياء نظرتها مركزة على وجهتها ولا تهتم أبداً بالقلوب التي تذوب مع
ظهورها في مكان أو حتى مرورها. نظرت إلى وجوه الشباب التي كان يملأها الإعجاب
والبنات التي كانت كلها حقد وكره ولكن بصري توقف عند سامر الذي أمتلأت ملامح وجهه
بسخرية وكأنه يقول: أنا في انتظار رجوعك كما ذهبت. أما أنا فابتسامتي زادت اتساعا
عندما قرأت تلك الكلمات في عينيه وانطلقت إلى وجهتي وعشرات الأعين تأكل ظهري لكي
ترى صفعة أو هجوم من الساحرة الجميلة هههههه يا إلهي ما أغباهم من بشر.
سرت في الاتجاه
المعاكس لسير زهرة لنلتقي في منتصف الطريق لأقول: صباح الخير جميلتي.
لتبتسم طفلتي إحدى
أجمل إبتسامتها وهي تقول: صباح النور إسلام, كيف حالك؟؟
أه يا إلهي كيف
أستطعت أن أسميها ساحرة جميلة فهي من المستحيل أن تكون يوما ساحرة لأجيب: أنا بخير
ما أخبارك أنتِ والعائلة؟؟
كلنا بخير شكراً
لسؤالك.
هاي زهرة أنا لا أحب
الرسميات يا فتاة فنحن منذ هذه اللحظة أصدقاء أم لديك مانع؟؟
ههه لا أبداً أتشرف
بذلك.
يا إلهي ستتعبينني
فعلاً.
لماذا؟؟
لا أبداً أتشرف
بذلك, ما هذا كأني أحدث كهل.
ههههه هل هكذا أبدوا
وأنا أتكلم.
هههه لصراحة لا أنا
أبالغ قليلاً.
أها أرحتني لأن لو
شكلي كما قلت فستكون مصيبة.
ماذا ستفعلين؟؟
لا شيء محدد
محاضراتي بعد ساعتين كنت سأتوجه إلى المكتبة إلى أن يأتي وقت محاضرتي.
أتمانعين أن تجلسي
معي في كافيتريا الكلية؟؟
لا لا مانع عندي
أبداً.
إذا هيا بنا.
منذ تلك اللحظة نسيت
الكون بأسره وأصبحت حياتي ومحورها زهرتي طفلتي, أصبحت كظلها ولا تسألوني عن السبب
لأني أنا شخصياً مستغرباً من تصرفي لكن أصبحت إدمانى, تواجدي في مكان لا تتواجد به
زهرة يعتبر إنتحار بالنسبة لي, وللإستغراب أيضاً إسلام الذي هو أنا أصبح لا أفوت
لقاء عائلي بين عائلة زهرة وعائلتى إلا وحضرته ويمكن أن ألغي عمل لي خصيصاً للذهاب
إلى هذه الإجتماعات التي كنت أعتبرها قديما عقاباً لي. أصبحت نهاري وليلي لا يكتمل
يومي إلا بها, لو لم نكن نفترق أثناء نوم لقولت أنها الأكسجين الذي أتنفسه.
أتعلمون أعتقد أني أصيبت بالجنون فأنا لا أفتح عيناي إلا إذا سمعت صوت زهرتي نهاري
يبتدأ مع أشعة الشمس التي تداعب جفوني لأجد أنا يدي تبحث عن هاتفي النقال لأقربه
من فمي وأقول إسمها فيبدأ رنين هاتفها ومع سماعي لصوتها تبدأ عيناي بالإنفتاح وهنا
يبدأ نهاري فهي حبي يا إلهي هل قولت حبي!! أه يا زهرتي ماذا فعلتي بي؟؟ لقد أتت
الفتاة التي بسببها أرتبط اسمي بإسم المسمى الحب في جملة واحدة. لقد أصبحنا في مدة
قصيرة خطان متقاطعان لا متوازيان كيف حصل ذلك لا أعلم, لكن ما أعلمه أنها أصبحت
الحب والدم الذي يسير من الوريد إلى الوريد, لكن الأيام تدور كما يقال أو حلوها لا
يدوم فما كانت تخفيه لي الأيام لم يكون بهين أبداً.
في أحدى الأيام التي
تعتبر فاصل في حياتي كنت جالس مع زهرة لكنها غادرتني لأن لديها محاضرة ويجب عليها
الحضور وكعادتي أخبرتها أني لن أغادر حتى تعود ونغادر مع بعضنا البعض, وأثناء
جلوسي وبعد مرور وقت قليل على مغادرة زهرة وجدت يد توضع على عيناي وصوت يقول: يا
ترى أنا من أكون؟؟
لأجيبها بتأفف
ملحوظ: أووووف هالة ومن المزعج غيرك.
هالة بكل برود:
مزاحك ثقيل كالعادة إسلام.
أي ريح أتت بك يا
هالة؟؟
هالة بفحيح أفعى:
أوووووه حبيبي لم أكن أعرف أنك داهية هكذا لقد أوقعت بها.
لأجيبها وأنا أشعر
بدناءة كلماتي: وهل أنا شخص يستهان به هالة؟؟
هالة بغنج مقزز:
أبدا أبدا عزيزي, لكني لم أتصور أنك تستطيع لفت انتباه غجرية الجامعة.
ضحكت جداً للإسم فقد
أعجبني فعلاً: ههههه يا إلهي هل أسميتموها غجرية إنكم فعلا لا تقهرون, لكنكم كبرتم
الموضوع فهي ليست صعبة المعشر أبداً فهي هادئة وحيوية في نفس الوقت, مسلية جداً
والجلوس معها ممتع ومشوق.
هالة بصوتها
الجوهري: هاااااي على رسلك يا هذا, لا ينقص إلا أن تقول أنك أصبحت تحبها حتى
النخاع.
قولت متهكم لأخفي
مشاعري: ههههه أضحكتني يا هالة, حب!! ومن الذي يحب إسلام, لا عزيزتي فإسم إسلام
وكلمة حب لا يوضعان في جملة واحدة أبداً فهما خطان متوازيان.
هالة: أرجو ذلك.
أكملت تهكمي وألم
فظيع في قلبي لم أعرف له سبب: هههه لا تزالين صغيرة يا فتاة.
لتجيب هالة: لكن انا
لست صغيرة أبداً في أمور أخرى يا إسلام أو تُريد رأيك ذلك؟؟
عند تلك النقطة من
الحوار ولم أعد أستطيع التكملة أكثر لأنني أحسست بغثيان فقولت وأنا أغادر مسرعا:
أعتذر هالة لقد تذكرت أن عندي موعد مهم نلتقي قريباً.
توجهت مسرعاً إلى
قاعة محاضرات زهرة لأعرف أن الأستاذ قد ألغى المحاضرة في بادئ الأمر أفتكرت أننا
تعكسنا في الطريق وأنها أكيد توجهت للمكان المتفق عليه والذي غدرته بسبب تلك
اللعينة هالة, أسرعت الخطى لأعود للمكان الذي كنت متواجد فيه لكنني لم أجد زهرة
أيضاً وبدأت رحلتي في بحث عنها في الجامعة.
لأجد أحد معرفي
ويقول لي أنه شاهدها مغادرة بسرعة. لأستغرب الموضوع ويبدأ الخوف يدب في قلبي,
وأنتابني أحساس أنها يمكن أن تكون في مأزق أو حدث شيء لأهلها وأنا هنا. أتصلت
برقهما لكن لم أستطيع الوصول لها فإدارة الشركة تخبرني أن مكان تواجدها لا يوجد
فيه شبكة أو يمكن أن تكون ضعيفة بدأ الخوف يتزايد في داخلي مما أدى بي للأتصال
بوالدتها التي أخبرتني أنهم بخير وأن زهرة لم تعد للبيت بعد, إستغربت الأمر جداً
وما زاد من حنقي على اختفائها أنها لم تكلف نفسها حتى للرد على مكالماتي فبعد مدة
من عودة الشبكة لهاتفها وجدت رقم والدتها يتصل بي وتخبرني أنها عادت للمنزل ودخلت
للنوم. هكذا إذا بعد أنهاء الكلام مع والدتها بدأ الغضب يسيطر علي لم تكلف نفسها
حتى أن تتصل هي. لم أستطيع النوم ومع بروز النهار أسرعت إلى منزلها لأنتظرها ككل
يوم وأنا أجبر نفسي على الهدوء قليلاً كي لا أنفجر فيها أو أقول شيء أندم عليه.
لألمح والدتها تخرج من باب المنزل وتتوجه نحوي, ألقت التحية لأرد عليها بالمثل وما
إن سألتها على زهرة حتى كانت أجابتها صادمة أنها خرجت متجهة للكلية منذ زمن. أعتقد
أنك جنيتي على حالك يا زهرة وأستنفذتي كل فرصك عندي, ألقيت التحية والوداع على
والدتها وانطلقت مسرعا للجامعة فقد أصبح حساب زهرتي ثقيل جداً وهما حلان يا إما
الانفجار فيها أو الإنفجار فيها لا يوجد حال ثاني أبداً.
دخلت الكلية مسرعا
وظللت أبحث قرابة الربع ساعة لست متأكد من موضوع الوقت لكن ما إن وصلت إلى مكان
تواجدها حتى أجدها تتكلم هي وحمزة ويبدوان منسجمان جداً. وهذا ما ينقصني لكي
أستشيط غضبا أكثر مما كنت غاضبا, أقتربت يخرج صوتي قبل أن أمنعه وأقول: زهرة....
حمزة!!
زهرة: أوووه إسلام
أهلا كيف حالك ؟؟
لأقول بإستهتار من
سؤالها: حالي!! الآن تسألين عن حالي؟؟
زهرة وهي تدعي
الغباء الذى لم تكون براعة فيه أبدا فهي لا تدري أني أحفظها عن ظهر قلب: لماذا كل
هذا الغضب إسلام ماذا حدث؟؟
وما سمعت سؤالها هذا
حتى تفاقم غضبي من إستهزائها بي الواضح للعيان: أنت تمزحين أليس كذلك؟؟
زهرة: لا لست أمزح
لكنني مستغربة للأمر فقط.
هنا لم أعد سيطرت
على نفسي لأزمجر قائلا: كيف لكي أن تغادري دون أن تعلميني, بإضافة أني أتصلت بك
كثيراً ولم أجد رداً, وفي الصباح نفس الشيء, ولولا نزول والدتك لتسوق وإخباري أنك
غادرتي منذ زمن لكنت مازلت انتظر لساعات أمام منزلك, من الممكن أن تخبريني ماذا
يحدث لأني لم أفهم شيئا؟؟
زهرة مكملة
لإستفزازي: لا يوجد شيء إسلام كل الحكاية أني لم أشأ إزعاجك وأنت مع صديقتك فطلبت
من حمزة أن يوصلني.
لم أجد شيء لأقوله
من صدمتي إلا قول: نعم!!
لتكمل زهرة كأنها لم
تقول شيئا: أجل ولقد دعاني إلى احتساء عصير في كافيتريا ولم رجعت المنزل كنت متعبة
جدا فنمت دون أن أخرج هاتفي من الجزدان وفي الصباح مر بي وأتيت معه.
هكذا إذا لقد
استغنيت عن خدماتي, ألم أعد أنفعك لشيء صديقتي؟؟
زهرة: أوووه إسلام
كأنك ولد كفى غيرة فأنت صديقي وحمزة سيكون خطيبي. عند هذه الكلمة ولم أعد أسمع
شيئاً إلى كلمة خطيبي تتردد على مسامعي خطيبي... خطيبي... خطيبي.
لأصيح قائلا: توقفي,
من خطب منِ؟؟ ومن خطيبة من؟؟ لأني ابتدأت أشك أني لا أسمع جيداً.
زهرة: يا إلهي إسلام
أهكذا يقول ناس مبارك لكما, أتمنى لكما حياةٍ سعيدة, فعلاً رد غير متوقع فغيرك يجب
أن يفرح.
لما عليا فرح؟؟
ولما العكس؟؟
أحسست بإحباط
لأجابتها لأقول: لأنكما أخفيتما عني علاقتكما, التي لا أعرف متى بدأت ولا كيف؟؟
لأسمع حمزة يقول: هاااااي
على رسلك يا ولد لا يوجد شيء أو علاقة مشبوهة بيننا كل ما في أمر أنه يوجد إنجداب
واعجاب بيننا وسنخطب أخر الأسبوع و.....
مع كل كلمة كان
يقولها حمزة كان سؤال واحد في ذهني لماذا أنت يا أخي؟؟ لماذا؟؟ لن أستطيع أبدا
إلمك كما فعلت أنت لماذا؟؟ لأستفيق على كلمة الخطبة أخر الاسبوع فصرخت قائلا:
ماذا؟؟ أخر الاسبوع هذا فعلا جنون.
حمزة: أنا لا أعرف
ما خطب ردود أفعالك اليوم إسلام كلها لا معنى لها.
وقراراتكم لا معنى
لها أيضاً.
زهرة: قرار خطوبتنا
لا معنى له إسلام إذا ما هو القرار الذي يعتبر ذو معنى من وجهة نظرك, هيا أطربنا.
أصبحت الأن أرائي
وردودي لا تعجبك يا زهرة, أنا أتعب نفسي في الكلام معكما لذا الأحسن أن أذهب قبل
أن أرتكب جريمة في أحد منكما.
انطلقت مسرعاً إلى
سيارتي لأذهب إلى مكاني وخلوتي المعتادة لأستطيع التنفيس عن غضبي دون أن أحرج نفسي
أو أن يرأني أحد فأحدى تلل المدينة التي تعتبر منطقة خطيرة من أفضل الأماكن التي
ألجأ إليها في هذه الأوقات من حياتي, حيث لا يتواجد بها غير أنا وأشجار والحيوانات
التي لا تفهم صراخي أو تهتم به آيضاً. بعد هدوء ثورة انفعالي أدرك أني أحبها بل أن
حبي أوهمني الحب, أي أن حبي لها جعلني أتوقع أنها تبادلني الشعور ذاته, قررت
المحاربة من أجل حبي لكن بشرف لأن نديدي هو أخي ومن المستحيل أن أكون خسيس مع أحد
فما بالك بأخي. لذا قررت خوض التجربة وإذا كان قرارها النهائي حمزة فليكن لهما ما
شاء ويكفيني شرف المحاولة. أه يا قلبي ماذا حدث؟؟ لم أتوقع يوما أن تنادي بوله
وألم على فتاة, الأصعب في الموضوع أنك لا تنادي بل تنزف دما لغيابها والأمر أنها
تهيم حبٍ وعشقٍ في أخر أه يا قلبي لم تستفيق من سباتك إلا على حب فتاة لا تحبك
أبداً.
في اليوم التالي تحت
منزل زهرتي....
كنت جالس في السيارة
أراقب باب منزل زهرتي لأرى سيارة حمزة تقترب وتقف, ويمسك بهاتفه يقول بعض الكلمات
ثم يرجع الهاتف إلى مكانه, وبعد دقائق وجدت زهرة تنزل وهنا أعتقدت أن الوقوف في
مكاني ليس حالاً. لذا تحركت بالسيارة واتجهت إلي مكان تواجدهما لأبدأ المحاربة من
أجل حبي.
لأقول بإستهزاء واضح
وألم موجع لقلبي وأنا أنسبها لشخص غيري: صباح الخير يا عصافير الكناري.
لينظران لبعض
وكأنهما يسألان بعض إذا فعلاً أنا موجود أو لا, ليردان التحية وكأنهما منومان.
فقولت وأنا أتسأل: أين ذهبان في هذا وقت؟؟
حمزة: سأوصلها
للجامعة وأذهب لتجهيز بعض الأشياء لخطبتنا.
عند أخر كلمة بدأت
دمائي تفور فقولت مسرعا قبل أن افقد أعصابي: أهاااا إذا أذهب لتحضير لخطبتك.
ليقول حمزة كأنه
يريد أن يغيظني أكثر وأكثر: أكيد لكن سأوصل زهرة في أول الأمر.
جاءت في بالي فكرة
فلن أضعه يربحُني أبداً فقولت: لا زهرة لديها أخ سيوصلها حتى اليوم الذي ستلبسها
فيه خاتم الخطوبة.
لتقول زهرة: أخ من
ولمن لي؟؟
فأقول وأنا أؤكد على
كلامها: أجل أخ أو أنك لا تعتبرينني كذلك, فأنا أقرب شخص لك بعد والديك ونصبت نفسي
اخ لكي.
عند مشاهدة حمزة
لسكوتها أنسحب وذهب إلى إنجاز مهامه, أما حبي أوووه زهرتي فلا أدري لما لاحظت أنها
أصابها الإحباط أو الحزن الذي بحاستي أدركت أنها لم تعجبها أني انتسبت دور الأخ
ولم افهم أهيا حزينة لأني منعتها من الذهاب مع حمزة أو أنها لا ترُيدنى أن أكون أخ
بل شيء أخر. فقولت وأنا ساخر من حيرتي: ماذا عاشقتنا الصغيرة لا يمكنك الاستغناء
عن حبيبك ليومين؟؟
لتقول كأنها لم تكن
معنا حين أستأذن حمزة بالذهاب: هه أين حمزة؟؟
عند سؤالها أدركت أن
حزنها كان لعدم سماحي لها بمرافقته فقولت ضاحكاً على نفسي قبلها: هههه ماذا هل
أصبحتي عمياء وخرقاء أيضاً؟؟
زهرة: لما كل هذا
الاستهزاء إسلام أنا سألت سؤال بسيط والأجابة عنه لن تأخذ وقت طويل أو حتى بذل جهد
للأجابة عنه.
حسنا حسنا أختي
العزيزة, خطيبك المستقبلي لديه أعمال وأنا من سأوصلك.
لتقول متدمرة:
أووووف كفى مزحا إسلام منذ متى وأنت تنصب نفسك أخي.
دفعتها إلى سيارة
وأنا أقول: منذ الأن عزيزتي.
مر أسبوع لم أترك
فيه زهرة أبداً ولم أسمح لحمزة بالإنفراد بها أيضاً, مما سبب الضيق لزهرة جداً
أعتقد أني بدأت أقتنع أنها تحبه بجنون وأنا وجودي ليس له داعي. لكني مع كل يوم
استيقظ فيه وأعلن أنه يوم الإنسحاب أجد نفسي اركض إلى بيتها, لم تعد إدمانا بل
أصبحت الحياة بالنسبة لي, وهذا ما يزيد من عذابي وألمي الذي لا يهتم به أحد أو
بالأحرى لا يراه أحد. فبعد يومان سيكون يوم خطوبتهما وستصبح زوجة أخي, أتعرفون ما
المؤلم في الأمر أني لا أستطيع كره أخي ومازلت أعتبره كذلك, أحسست بضيق نفسي فقررت
السير بعض الشيء. لم أدرك أين أنا أو كيف وصلت إلى شاطئ البحر كل الذي أدركه لسعت
البرود التي سارت في جسمي, لأضم ذراعاي لكي أحتمي بيهما لكن فجأة أحسست بدلوا ماء
بارد قد سكب علي, وأنا أرى حمزة جالس مع سمر حبيبة الطفولة والصبى لدى حمزة,
لأقول: يا إلهي كيف نسيتها في كل هذه الدوامة, إذا كان يعشق سمر بجنون فكيف أصبح
يحب زهرة ويريد خطبتها ولماذا يجلس مع سمر إذا الامر قد إنتهى بينهما؟؟ هذا يعني
أنهما لا يزالان على علاقة وما معناه أنه يخون زهرة. لقد كتبت النهاية بيدك يا
حمزة, قومت بتصويره وهو على ذلك الوضع وتقدمت لألقنه درسا لكنني تراجعت في أخر
لحظة فالدرس سيأخذه أكيد لكن ليس الأن الأن يجب أن أخبر زهرة أولا. وعدت إلى منزلي
جريا وليس سيرا كما جئت وما إن وصلت ركبت سيارة وإنطلقت إلى حبي وحيد زهرتي
.
وما إن وصلت حتى
وجدتها تطل من نافذة بيتها وتنظر للقمر كانت أجمل منه بمراحل, لأقطع تأملاتها
بأتصالي لأؤمرها بالنزول لأني أنتظر أمام باب المنزل وأغلقت الخط لكي لا أسمح لها
بتحجج أبداً. لتنزل بعد لحظات وما إن صعدت للسيارة حتى قبلتها بصورة حمزة وسمر
وقولت: حبيب القلب.
لتجيبني كأنها
تستفزوني: وإيه يعني؟؟
لأقول بوقاحة
العالم: لا ولا شيء إلا أنه يخونك وأنتم مازلتم في أول الطريق.
ههههه أوه إسلام
وبنظرك هذه خيانة أنهما يجلسان في مكان عام ويتكلمان فقط, قد يكونان صديقان أو ما
شابه.
إبتسمت إبتسامة
مستفزة: أصدقاء لا يا عزيزتي أنها حب الطفولة والمراهقة لحمزة ولحد الساعة أيضاً
وأنا متأكد من هذا لا تنسي أنه صديقي وأنا أعرف كل تفاصيل حياته.
وبعد كلامي والصور
التي أريتها لها لم تصدقني ولم تشك ابدا بحمزة ما هذا الحب كله متى أحبته لهذه
الدرجة التي تتبعه فيها وهي مغمضة العينين. لم أشعر بنفسي إلا وأنا أنطلق بسرعة
جنونية إلى أحدى تلال المدينة ومن يعرفني يدرك معنى ذهابي هناك لأسمع صوتها يصدح
في مكان وهي تصرخ قائلة: إلى أين يا مجنون؟؟ ولماذا كل هذه سرعة الدنيا لن تطير
بعد.
لأقول بعلو صوت لكي
أغلب صوتها: سأريك ماذا سأفعل به لكي لا يتجرأ مرة ثانية على لعب بيكِ أو بغيرك.
وأمسكت بهاتفي
واتصلت بيه وأخبرته أن يلحقني إلى أحدى تلال المدينة وأغلقت دون أن أسمع رده, وما
إن وصل حمزة حتى أسرعت إليه ولكمته ليقع أرضا وأثار الصدمة على وجهه, وما إن وقع
حتى أسرعت إليه, أردت إبعادها وإكمال ضربه لكنها صرخة قائلة: إياك ثم إياك
الإقتراب منه يا إسلام فلن أسامحك أبدا.
لأقول لها بمثل وأنا
اصرخ: إنه خائن لماذا تدافعين عنه إنه خائن وما سيحدث له قليل لما فعله.
لتقول بكل ما أتى
لما من قوة يولده حب خالص: وما دخلك أنت بموضوع يخصني, وما ادراك أني أريد أن أغفر
له فعلته ما داخلك ها ما دخلك.
ظللت أنظر إليهما
وأنا أقول في نفسي: ستسامحيه أذا أهاااا هذا ما يفعله الحب, حب!! لا ليس الحب بل
العشق فهي على استعداد بأن تغفر خيانته مقابل وعد تافه أن لا يعيده وممكن أن لا
تهتم بأن يعيدها ممكن أن تسامحه فقط, أه يا حبي فعلا لم أكذب يوما لما أخبرتك أنك
أوهمتني الحب فقد أعلنت نهاية قصتي ولم أكن أنا من وضع النهاية. لأستفيق من شرودي
على صوت حمزة وهو يقول: أنا لم أفهم شيء ممكن أحد منكما يتطوع ويخبرني ماذا يحدث
ولماذا إسلام يتهمني بالخيانة وأنت تدافعين عني.
فقول بألم يعتصرني
عصرا: لا شيء يهمك إلا أنها تحبك حتى الجنون وأنها تقبل منك كل شيء حتى خيانة.
وأدرت جسدي بصعوبة
لأتجه نحو سيارتي ومع كل خطوتي أشعر بغضب... ألم... تعب... وحزن مميت. لألتفت لهما
قبل صعودي سيارتي وأقول: من هذه اللحظة لا أريد أن أرى أي أحد منكما ولا أن
تجمعوني علاقة بكما مهما كان نوعها.
أنطلقت بسيارتي وأنا
لا أرى أمامي من كثرت الطعناتالتي أخذتها اليوم, فقد أنتهت قصة حبي وعشقي, لقد نزل
ستار النهاية, ومع ترائي كلذكرى لها في مخيلتي أضغط على دواسة البنزين لتزيد سرعة
السيارة التي تنزلالمنحدرات الصعبة التي كنا بها. وفي لحظة واحدة أحسست أنني لم
أعد المسيطر علىالسيارة ففتحت بابها ورميت بجسدي خارجها ومع تدحرج جسمي كانت جملة
شهادة الوحيدةالتي أنطق بها. " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ",
ولميتوقف جسمي إلى مع ارتطامه بالحاجز الحديدي الذي يكون دائما موجودا على
حافةالهاوية في الجبال. وأخر شيء رأته عيناي قبل فقداني الوعي هو سيارتي التي
أنقلبترأسا على عقب, وبعد ذلك لم أدرك شيء ولا كم من الوقت كنت فاقد للوعي, ولا
أستطيعالجزم إذا كنت عدت للوعي أو توهمت ذلك لكن سمعت صوت حمزة وهو يقول : إسلام
هنا.
وفجأة أصبحت في
الهواء أعتقد أن حمزة حملني أو ما شابه, لأشتم بعض لحظات رائحة غاليتي أووووه
زهرتي حتى لو كنت تحت الأنقاض فرائحتك سأعرفها من ألف رائحة لأشعر بضمتها لى وأسمع
مناجتها وهي تقول: بسرعة سيموت بين يداي, يا رب لا تختبرني فيه يا رب ليس لي غيرك
أدعو إليه يا رب لا تختبرني ولا تريني فيه شيء سيء يا رررررب.
لأغيب بعدها في عالم
الأحلام أو الأوهام لا أعلم لكني كنت في حديقة لو قولت أنها أجمل ما رأيت أو أروع
ما رأيت فأنا أكيد أكذب ولا أعطيها حقها فهي بالفعل جد جد رائعة. لتقابلاني شجرتان
عملاقتان وتتوسطهما أرجوحة وفي وسط الأرجوحة كانت حوريتي التي تعرف بزهرائي, كانت
تلحن ألحانا بصوتها من أروع ألحان الفن القديم لأحطم أنسجامها وأنادي بإسمها:
زهرتي.
التفتت نحوي وهي
مازلت تلحن لحنها ثم إبتسمت إبتسامة مقيتة وأعادت وجهها ينظر للجهة الأخرى كما
كانت وكأنني لم أنادي أو لم ترني أبدا.
أردت أن أتقدم
ناحيتها لكن لم أستطيع ذلك كأن قدماي مقيدتان ولكن لا يوجد قيود ترى وبعد لحظات
أتى حمزة لتتأبط ذراعيه وينظران إلي بنظرات إستهزاء وشماتة ويأخذها ويذهبان. وأنا
في نفس المكان بلا حراك. وفجأة أظلمت الدنيا وبدأ صوت زهرة يصدح في مكان وتقول: أه
يا عزيزي كم كنت غبية وأنا ألعب تلك اللعبة التي كان أخرها أننا في هذا الوضع أنا
أسفة أنني سبب ما حدث وسبب ألمك وعذابك, لو أخبروني أنني سأكون سبب تعاستك وألم
وأحزانك لأخبرتهم أنهم يتوهمون فأنا زهرة وزهرة لا تفعل ذلك, لكن زهرتك فعلت ذلك
وأكثر من ذلك. أرجوك إسلام استعيد وعيك لأنني لا أستطيع العيش دونك. أحسست أن روحي
تخرج مني فيأخر كلماتها هذا ما كان في عالم إسلام الخاص, لو خرجنا منه سنجد إسلام
على سرير أبيض وفي غرفة كتبه عليها عناية مشددة وجهاز القلب يقول:
تيتيتيتيتيتيتيتيت, أي يعلن على توقف القلب. وزهرة تقف في منتصف الغرفة وهي غارقة
في دموعها أما باقي الغرفة فقد امتلأت بالأطباء الذين يريدون استرجاع مريضهم.
لحظات مليئة بالهرج والمرج في الغرفة وخارجها, لحظات حرجة وصعبة مر بيها الجميع
حتى خروج الطبيب وقوله أن المريض عاد إلى الحياة.
انتهى اليوم على
خير.... لتعلن أشعة الشمس عن بداية يوم جديد.
العودة إلى عالم
إسلام الخاص.....
إحساس عجيب بدفيء
غمرني لم أعلم له سبب وبعد ثواني سطع ضوء قوي على عيناي لذا تململت في مكاني لألمح
طيف زهرتي على باب زجاجي لكن سرعان ما اختفى يا إلهي لقد أصبح طيفها يلاحقني في أي
مكان أتواجد به, وبدأت أستفيق وأدرك أني لست في غرفتي يا إلهي أين أنا؟؟ بعد تركيزي
ورأيتى للأجهزة أدركت أني في مستشفى وبدأت مشاهد الحادث تعود إلى مخيلتي. استفقت
من شرودي على مجموعة من الممرضين والأطباء لتحقنني أحدى الممرضات بحقنة لم أدرك ما
هي لكنها جعلتني أعود إلى عالم الأحلام الذي كنت فيه.
العودة إلى خارج
الغرفة......
عند وقوف زهرة المتواصل
على باب غرفة إسلام لحظت أنه حرك رأسه عندما دخلت أشعة الشمس من النافدة كأنه
انزعج منها. لم تشعر بنفسها إلا وهي مندفعة بسرعة إلى غرفة الطبيب الذي اندهش من
دخولها المفاجئ ومن غير استأذن تقول: أعتقد أن إسلام استعاد وعيه.
ليسرع الطبيب لتوجه
إلى غرفة إسلام ويلحق به الطاقم الطبي وبعد مدة من الزمن وبعض المعاينات من طرف
الأطباء. خرج المسؤول عن حالة إسلام وهو دكتور خالد ليقول: أرجو منكِ يا أنسة زهرة
أن تذهبي لتجهيز نفسك للعملية نقل الكلية لأن إسلام استعاد وعيه ويجب أن تجرى له
عملية قبل أن تسوء حالته الصحية.
بعد ساعات من
التحاليل ألبسوا زهرة الرداء الأخضر ووضعوها على سرير متحرك لتغادر غرفتها إلى
غرفة العمليات, وعند وصولها للباب غرفة العمليات وجدت أهلها وأهل إسلام وحمزة الذي
يعتبر فرد من العائلة. وبعد وداع مؤلم ومحاولة تغلب على خوفهم وتشجيعها.
عودة للوقت الحالي.......
دخلت زهرة غرفة
العمليات لتجد أنهم أدخلوا إسلام قبلها, أشبعت نظرها به لتقول لدكتور خالد وهي
نظرها معلق بإسلام: لما هو نائم هل هو بخير؟؟
الدكتور خالد: هو
بخير لكننا أعطيناه منوم لكي لا يتألم لا تخافي بإذن الله ستخرجان من هذه الغرفة
معا.
زهرة بإبتسامة: بإذن
الله. لتكمل وهي تقول: دكتور خالد.
الدكتور خالد: نعم.
زهرة: أريد منك
معروفا لن أنساه أبدا.
إبتسم دكتور خالك
وهو يقول: لو بمقدوري سأفعله دون تردد.
زهرة: أجل هو
بمقدورك, أنا أريد منك إذا تأزمت الأمور أثناء العملية, وأصبحت في موقف أنك يجب أن
تنجي أحد فينا فلا أريدك أن تختارني أبدا مهما كانت الظروف.
خالد وهو يبتسم: هل
مازال يوجد حب قيس وليلى يا فتاة؟؟
زهرة: ههه لا يزال
يا دكتور.
خالد: لقد شجعتني
لكي أحب وأتزوج, فبصراحة أنا أحسد إسلام على حبك هذا.
زهرة: إنه يستحق.
دكتور خالد: لا
تخافي لن أخرج من هذه الغرفة بإذن الله إلا بكما أنتما الاثنان.
ليكمل قائلا: الأن
أغمضي عينيك وابدئي العد معي.
زهرة: أشهد أن لا
إله إلا الله وأن محمد رسول الله, واحد... إتنان... ثلاثة... أر...
بعد ساعات كاد
لدكتور خالد أن يخسر إسلام مرتين بسبب توقف قلبه, لكن دكتور خالد لم ينسى وعده
الذي قطعه لزهرة بأن يخرجهما معا. وأستطاع بمهاراته وبإذن الله أن ينجز عمله على
أكمل وجه وبعد مرور 8 ساعات, خرج دكتور خالد للأهل لطمأنتهم.
ولد زهرة وهو مهرول
ناحيته: هل زهرة وإسلام بخير.
خالد: أجل الحمد
الله اطمئن لقد تمت العملية بنجاح.
والدة إسلام: أريد
رأيتهم.
خالد: للأسف لا يمكن
فهما في العناية الفائقة.
والد إسلام: لما؟؟
خالد: يجب منعهما من
أي ميكروب يمكن أن يدخل لهم لذا يجب ان يكونوا ضمن حماية عالية فإسلام جسمه ضعيف
جداً وأي مكروب يدخل لجسمه سيؤدي لمضاعفات, وهذا ناهيك على أننا يجب أن نلاحظ
عملية الكلية مع أعضاء جسمه وإن شاء الله جسم إسلام سيتقبلها ويتعامل معها بكل
سهولة, أما زهرة فبعد مرور 24 ساعة ستستفيق وبعد الأطمئنان عليها سنخرجها إلى غرفة
عادية لكن إسلام يجب أن تمر 48 ساعة دون مضاعفات. سيكون قد مرت مرحلة الخطر.
حمزة: لا نستطيع
رأيتُهم حتى خلف زجاج.
خالد بإستسلام: حسنا
لكن 5 دقائق فقط.
والدة زهرة: شكراً
جزيلا دكتور.
خالد: العفو عن
إذنكم.
استطاعت العائلة
رؤية زهرة وإسلام اللذان كان في نفس الغرفة, لكن لم يسمح لهم بالوقوف أمام باب
غرفة العناية المشددة فلجأوا إلى الجلوس في قاعة الإنتظار حتى يستفيق أحد منهما.
بعد مرور 24 ساعة
جاءهم الدكتور خالد ليقول: لماذا لم تذهبوا لتستريحوا في البيت هكذا سأخرج زهرة
وإسلام وأدخلكم أنتم.
والد إسلام بإبتسامة
بشوشة: لا تخاف يا دكتور خالد استيقاظهم وأخبرك إيانا أنهم بخير سيبخر هذا التعب
للأبد.
دكتور خالد: إن شاء
الله, أنا جئت لأخبركم أن زهرة أفاقت وأنها بخير وسيتم أخراجها لغرفة عادية, لكن
من منكم مصاب بزكام أو شيء من هذا قبيل فأرجوا عدم دخوله لها لأن جسمها مازال ضعيف
وهي بحاجه لفترة نقاهة لكي تسترجع عافيتها.
والدة زهرة: لا تخاف
دكتور سأنتبه لها جيداً.
دكتور خالد: هذا ما
أتمناه لكي لا ترجعوا إلى هنا.
والد إسلام: ماذا عن
إبني؟؟
دكتور خالد مطمئنا:
الحمد الله لقد مرت 24 ساعة وحالته مستقرة, وإن شاء الله لو مرت 24 ساعة الأتية
على خير سيكون إسلام قد تعدى مرحلة الخطر بجدارة
ما إن أكمل الدكتور
خالد كلامه وبدت وجوه الأهل تملأها الأسارير, حتى دوى صوت عاملة الإستقبال وهي
تقول: نرجو من دكتور خالد التوجه بسرعة إلى غرفة العناية المشددة, وتعيد عاملة
الاستقبال كلامها مرار وتكرار وهي تقول أن هنا حالة خطير. فأسرع الدكتور خالد
ولحقته العائلة لأن الغرفة التي تتكلم عنها عاملة الاستقبال تكون غرفة زهرة
وإسلام. في أثناء دخوله إلى غرفة كان أطباء يحاولون أن يجعلوا قلب إسلام يعود
للعمل, وبعض الممرضات يخرجون زهرة بسرير متحرك لكي يأخدونها إلى غرفة عادية وحمد
الله أنها منومة لكي لا تصاب بشيء من منظر إسلام ولكنه لا يدري لما قال بأعلى صوت
وسرعة: أعيدوها مكانها بسرعة أرجيعها بجواره.
صدم الطاقم الطبي ما
دخلها المريض قلبه وقف ما دخلها هي؟؟ لم وجد الدكتور خالد أن جميع توقف وظلوا
ينظرون له قال بغضب: لما توقفت أعيدوه للحياة مهما حصل, وأنتم وهو يشير إلى
الممرضات: قولت أعيُدوها إلى مكانها بسرعة وتحت نظرات دهشتهم لكن نفذوا أوامره
وليزيده الله دهشة مع رجوع سرير زهرة إلى مكانه حتى رجع قلب إسلام للعمل, خيم
الصمت أو صدمه على الجميع لا أدري لكن أول من تكلم كانت والدة زهرة التي قالت: يا
إلهي يوجد رابط عجيب بينهما.
ليأكد والد زهرة
كلمها: فعلا لا يمكنهما الإبتعاد عن بعضهما أبدا يوجد شيء رباني يجمعهما, كما تمنت
زهرة دائماً. إبتسم الزوجان وهما ينظران إلى صغيرتهما.
أما والدان إسلام
فلم يفقه شيء إلى أن زهرة لها فضل في رجوع صغيرهم للحياة, إبتسم حمزه وهو يقول في
نفسه: أه يا أخي لن تتركها حتى وأنت فاقد للوعي.
إبتسم دكتور خالد
إبتسامة عريضة وهو يرتب على كتف إسلام ثم قال: هكذا إذا يا أستاذ إسلام لا تريد أن
تكون وحيدا.
بداله المرح أحد
الأطباء بقوله: عنده حق, من يجعل الوجه الحسن يغيب عنه فهو لا يفهم.
إبتسم خالد وقال:
بما أن الحالة قد أستقرت أريدكم أن تخلوا الغرفة ليرتاحا مريضاي.
مرت 24 ساعة على خير
واستفاق إسلام لينظر إلى جانبيه فيجد شماله ترقد زهرة أستغرب الأمر جدا فهو متأكد
أنها لم تكون معه في حادث بل إنه تركها مع حمزة, ترى ماذا حدث هذا ما سأله إسلام
لنفسه؟؟
ليأتيه صوت دكتور
خالد الذي دخل إلى غرفة أثناء شرود إسلام في زهرة ولم ينتبه له فقال: أهلا بأميرنا
النائم.
إلتفت إليه إسلام
وقال: ماذا حدث؟؟
دكتور خالد بمكر:
لمن؟؟
إسلام: لزهرة, على
ما أتذكر أنني كنت وحيدا في سيارتي, فلماذا زهرة ترقد في هنا.
دكتور خالد: أنت على
حق, لقد كنت وحيدا لكنها هي وشاب أخر أعتقد انه من عائلة من وجداك وأحضراك هنا,
وزهرة هنا لأنها تبرعت لك بإحدى كلتيها.
إسلام بدهشة: نعم!!
دكتور خالد: لقد
تضررت كليتك جراء الحادث, ولحسن حظك وحظ زهرة فلقد تطابقت أنسجتكما.
إسلام: هل هذا يعني
أنها هنا بسببي؟؟
دكتور خالد: اهدأ
إسلام لست السبب.
إسلام: لما هي نائمة
إلى الأن هل حصل لها مكروه.
دكتور خالد مبتسم:
لا تخف يا إسلام هي بخير وقد استرجعت وعيها قبلك وأنا طلبت أن يحقنها بمهدأ لكي لا
تتعب من الانتظار استيقاظك.
إسلام: ما هي نتائج
تبرعها لي.
دكتور خالد: لا شيء
عدى الإهتمام بصحتها فقط فأنتما ستعيشان كأي إنسان عادي.
إسلام وهو ينظر
لزهرة: لما فعلتي هذا.
دكتور خالد: لأنها
تحبك.
إسلام بإستهزاء
ومرارة: تحبني!!
دكتور خالد: وهل
لديك شك.
إسلام: أنت لا تعرف
شيء.
دكتور خالد: يمكن
أنني لا أعرف تفاصيل علاقتكما, لكن سأخبرك ما رأيت في الأيام الماضية شابة لم
تفارق غرفتك أبدا, توقف قلبك في ثاني يوم لك لكنها لم تسمح لنا بالإستسلام حتى
إسترجاعك إلى الحياة. وبعد ذلك إصرارها على التبرع وإيمانها بعودتك إليهم.
وأخر شيء كان في
غرفة العمليات وهي تأمرني إذا حصل خطب ما في العملية وأصبح الوضع يحتاج إنقاذ واحد
فقط منكما, ألا أختارها هي مهما كانت الظروف, بعد كل هذا ومازلت تشك؟؟
صدم إسلام من كم
المواقف التي أظهرت فيها زهرة حبها له وعن جدارة ولكن ما سارع إلى ذهنه هو سؤال
التالي: إذا كانت تحبني فلماذا كان سيخطبان؟؟ وماذا يحدث من وراء كواليس يا
إسلام؟؟
ليقول إسلام: كهذا
إذا أصبحت على يقين أنه يوجد لعبة قد حيكت ضدي ولن أتوان عن كشفها, فقد إنتظروني
فإسلام عائد يا بشر.
في أثناء تلك إسلام
مع نفسه وبعد خروج الدكتور خالد, بدأ يشعر بحركة فنظر إلى شماله ليجد أن زهرة بدأت
تتململ في جلستها دليلا على بداية استقاظها.
لتقول مع أول إنفتاح
لعينيها: إسلام.
ليجبها: هنا زهرة
إهدئي.
حاولت زهرة الوقوف
لكنها لم تستطيع فقالت: هل أنت بخير؟؟
أراد إسلام ضمها
إليه وطمأنتها لكن حدث نفسه أن هذا لم يحدث حتى يعرف ما كان يخططان له هي وحمزة,
فقال: أجل بخير وأنتِ؟؟
زهرة: بخير الحمد
الله.
ليقطع حديثهما دخول
الطاقم الطبي, بعد عدة الفحوصات والمعاينات الطبية الدقيقة خصوصا لإسلام, أخبرهم
دكتور خالد أن يخرجهم إلى غرفة عادية ليطلب والد إسلام أن يكونا في نفس الغرفة لأن
العائلتان يريدان ذلك وهذا ما كان.
جهزت غرفة بسريرين
لإسلام وزهرة الذين كان مستسلمين لنوم لأن العملية كانت متعبة لكليهما. تم نقلهما
إليها وهم نيام. وما إن فتحت زهرة عينيها حتى وجدت والدتها ووالدها يقفان على
جانبين سريرها. لتحتضنها والدتها وهي تحمد الله على سلامة صغيرتها, وبسبب كلام
الجميع مع زهرة للإطمئنان عليها, أصدروا أصواتا كانت سببا في إستيقاظ إسلام الذي
أسرعت له والدته ووالده ليقبلوا رأسه وهم يسألانه إذا كان يوجد ألم أم لا. بعد
إطمئنان الأهل على أولادهم جلسوا على الأرائك الموجودة في أخر الغرفة, ليبقى حمزة
واقفا في وسط الغرفة وهو لا يدري ماذا يفعل فهو لم ينسى كلمات إسلام أخيرة أبدا,
ويخاف أن يقترب منه فيغضب إسلام ويؤدي ذلك إلى مضاعفات, ظل واقفا ينظر لإسلام عل
هذا الأخير يفعل شيئا يعرف منه حمزة ما عليه فعله إما تقدم أو تراجع, أما إسلام
فقد كان فرحا جدا للموقف الذي حمزة فيه فهو رغم كل شيء يحبه جدا فهو الأخ الذي لم
تلده أمه يوما. كان يريد مشاكسته قليلا لكن معالم الحيرة وضياع التي كانت مرسومة على
وجه حمزة جعلته يتراجع فقال: ماذا هناك يا أخي هل قيدك أحد ونسي أن يفكك أو ماذا؟؟
مع سماع حمزة لتهكم
إسلام حتى ركض إليه ليحتضنه ويقول: أنا أسف جدا يا أخي.
إسلام: لن يفيذك
الإعتذار بشيء.
حمزة: لا تكون بغيظا
إسلام.
إسلام مبتسما: لم
ترى بغظي بعد يا حمزة, فلتستعد له للأنني لن أرحمك أبدا.
حمزة: يا إلهي إنك
لا تقهر أبدا.
إسلام مشاكسا: لن
أكون إسلام إن لم أكن كذلك.
حمزة: يا راجل
هههههه .
إسلام ضاحكا: هههههه
.
تشارك الأخان أو
صديقان في حوار طويل لكنه كان كله وعيدا من طرف إسلام لحمزة.
أشرقت شمس الصباح
دافئة وكأنها تشارك الجميع سعادتهم بإسترجاع زهرة وإسلام صحتهما, دخل دكتور خالد
وهو يقول: صباح الخير يا مرضيي العزيزين.
ليرد إسلام: صباح
النور يا دكتور خالد.
الدكتور خالد: يبدو
أن أميرتنا لم تزل نائمة.
إبتسم إسلام وقال:
أجل, أيمكن أن تخبرني على مدى تحسن حالتها؟؟
دكتور خالد
بإبتسامته الهادئة ومعتادة: إنها بخير ودليلا على كلامي فهي اليوم ستتركك وحيدا
وتعود للبيت.
إسلام: هذا لا
يحزنني يا دكتور بعكس هكذا أكون أكثر إطمنان عليها.
في تلك اللحظة تفتح
زهرة عينيها لتقول: صباح الخير جميعا.
فأجابها إسلام
ودكتور خالد في نفس الوقت: صباح النور.
ليقول دكتور: كيف
حال مريضتي اليوم؟؟
زهرة بهدوء: بخير
الحمد الله.
ليقول دكتور خالد
وهو يتقدم إلى ناحية سريرها: سيتم أخراجك اليوم إن شاء الله بعد إجراء بعض الفحوص
الروتينية.
زهرة وهي تنظر إلى
إسلام: وإسلام متى سيتم إخراجه من هنا؟.
دكتور خالد وهو يضرب
يده على رأسه: أرجوكم إرحموني فقلبي لا يتحمل كل هذه الرومانسية.
لتقول زهرة بدون
فهم: لماذا ماذا قولت لتقول ان نكف عن رومانسية.
ضحك الدكتور خالد
وهو يقول: لأني كل ما أقول لأحدكما شيء يسألني على الأخر كأن كل همكما هو صحة
بعضكما البعض, أفتقدنا هذه المشاعر في زحمة العولمة فعلا أنا سعيد برؤيتي لكما
أتمنى أن لا تقسى الحياة عليكما ويكون دربكما في الحياة واحد.
ارتسمت معالم الحزن
على وجه زهرة, أما إسلام فقال: بإذن الله. لتنظر له زهرة وهي تسأله بعينيها: على
ماذا تقول بإذن الله. لتجيبها عينان إسلام: أجل أنا أعني ما أقول.
ليقطع حوار الأعين
دخول والدة زهرة ووالدة إسلام اللاتى كانتا في كافتيريا المستشفى يحتسيان فنجان
قهوة بعد مبيت ليلة صعبة مع إسلام وزهرة. لتقول والدة زهرة: هل كل شيء بخير دكتور.
الدكتور خالد: أجل
سيدتي جئت لأخبر زهرة أن يوم سيتم إخراجها بعد عمل بعض تحاليل.
والدة زهرة مبتسمة :
الحمد الله.
في تلك أثناء دخل
والد إسلام وزهرة ومعهما حمزة ليسمع الخبر ويسروا لأجل زهرة, وعند خروج زهرة لعمل
الفحوصات أرادت والدتها ذهاب معها لكنها منعتها وطلبت من حمزة ذلك. وقبل خروجها
ألقت نظرة على إسلام الذي كان ينظر لها بإستهجان من فعلتها وهو يقول في دخله: كفاك
لعبا يا زهرة لأنني لو دخلت اللعبة سأجعلها مؤلمة يا صغيرتي.
ليقول إسلام بعد
لحظات لوالد زهرة: أنا أسف يا عمي لأنني كنت سبب في تأجيل خطوبة زهرة.
والد زهرة: خطوبة من
يا إسلام؟؟ ليضحك بعدها: يا إلهي أيعقل أن إبنتي خطبت وأنا لا أدري.
إسلام: هه, ليستدر
نفسه ويقول: أنا أسف عمي يبدو أن الأمور قد إختلطت عليا قليلا.
والد زهرة: لا عليك
استرح الأن ولا تفكر في أي شيء.
إسلام في نفسه: تبا
تبا, كيف غاب عن بالي أن أسأل أهلها أو أهلي إذا كان خبر خطوبتها صحيحا, لقد أعمني
غضبي وغيرتي من فعل الصحيح ما هذا الغباء يا إسلام, لتصرخ نفسه: لا لا لا لا ليس
غباء بل ما فعلت بك زهرتك وحبها. فهم لغبائهم لم يحكموا تنفيذ خطتهم وأنا لشدة
غبائي لم أنتبه, سؤال صغير من بعض كلمات وأجابة من بعض كلمات كانت ستريحني. لكن
إسلام لقد إتفقوا مع مصمم حفلات وحجز قاعة بوجود كيف هذا يا إلهي ماذا يحدث يوجد
حلقة مفقودة لكن أقسم يا زهرة سأريك الأمرين قبل إعترافي لكي بحبي.
قبل دقائق خارج غرفة
إسلام وتحديدا في أحدى ممرات المستشفى......
حمزة وهو يساعد زهرة
على جلوس على الكرسي المتنقل بعد عمل التحاليل, قال: هل أنت بخير زهرة؟؟
زهرة بابتسامتها
المعهودة: أجل حمزة أنا بخير لا تخاف.
مع تحريك حمزة
للكرسي متحرك حتى نطق لسانه بسؤال الذي يرهقه منذ إستعاد إسلام وعيه, فقال: ماذا
ستفعلين الأن يا زهرة؟؟
زهرة بتوهن: صدقا لا
أعلم يا حمزة لم أعد افقه شيئا.
حمزة: لا تجعلي هدوء
إسلام يخدعك يا زهرة إنه أخي وانا ادرى ناس به.
زهرة: لكنه
...
حمزة مقاطعا: لكنه
ماذا عانقني حادثني هذا لا يعني انه سامحني يا زهرة ولا نسى ما فعلناه, وأرجوا ألا
تقولي لي أنني أضخم الأمور.
زهرة بحيرة: إذا
ماذا تفعل إذ لم يكون تضخيم ترهيب.
حمزة باسما من
تمردها طفولي: لا يا زهرة أنا أريك حقيقة الأمر, تعانقي أنا وإسلام تعانق أخوه
علاقتنا مهما تمر بها صعاب لكنها لا تنقطع أبدا نحن مثل الأخوة الحقيقين هل يمكنني
أن أسألك سؤال؟؟
زهرة: أجل بالطبع
تفضل.
حمزة: لو كانت لكِ
أخت وأخطأت هل تقطعين علاقتك بها أم تغضبين منها وتعاقبينها؟؟
زهرة: بطبع أعاقبها
وأغضب فقط.
حمزة: أجل وهذا بضبط
ما يحدث معي ومع إسلام, ولعلمك عانقني لكنه قال أن حسابنا لم ينتهي بعد يعني أن
الموضوع لم ينتهي بعد يا زهرة ويجب أن ننهي بسرعة قبل أن يحصل سوء تفاهم أخر.
زهرة: إن شاء الله,
شكرا لتواجدك معانا يا حمزة.
حمزة مشاكسا: كفى
رسميات يا فتاة وإلا قتلتك.
عودة إلى غرفة إسلام
وزهرة........
كان الأهل يتسامرون
حلو أحوال الدنيا وما مرى عليهم وعلى أولادهم من محن, أما إسلام فقد كان يموت قهرا
من غبائي ألا متناهي وغضبه الذي لم يترك له مجال تفكير بعقلانية, ليستفيق من شروده
على دخول مجموعته الصوتية التي جاءت للاطمئنان عليه, أسرعت هالة إليه وهي تقول:
إسلام عزيزي كيف حالك؟؟
أجابها إسلام
باقتضاب: بخير الحمد الله, فهو يعلم أنها منافقة هي وجميع من في مجموعة فاليوم قد
أتم إسلام الأسبوع في المستشفى ولم يأتوا ولو كذبا للاطمئنان عليه وعلهم كانوا
ينتظرون موته أيضا, وهم هنا ليس حبا بل لكي يجدوا شيئا يتكلمون عنه الأسابيع
القادمة.
ليقول سامر وبعض
الرفاق: نحمد الله على سلامتك يا إسلام.
إسلام: شكرا.
قامت والدة إسلام
بضيافتهم ببعض حبات الشكولاتة وما إن إنتهت حتى دخلت زهرة وحمزة الذين بطبع لم يرق
لهما توجد الضيوف وابتسم ابتسامة الواجب فقط.
تقول هالة: يا إلهي
هل زهرة أيضا كانت معك في الحادث؟؟ لم نعلم بذلك؟؟
ليقول حمزة
بإستهتار: ومن أين ستعلمون وهذه أول زيارة لكم يا هالة.
ليقول سامر: لم نكون
نريد أن نفتعل ضجيجا أو مشاكل لأهل إسلام خصوصا أننا علمنا أن الزيارة ممنوعة.
حمزة بحدة: وهل
الإتصالات ممنوعة أيضاً.
ليقول إسلام منهيا
الحديث الذي ليس منه رجاء: لقد أنتهت هذه المرحلة من سأل فشكرا له ومن لم يسأل
فألف شكر له.
لتقترب هالة منه وهي
تقول: أنا أسفه إسلام لعدم تواجدي فأنت تعلم أنني لا أستطيع الجلوس في المستشفيات.
نظر لها إسلام من
فوق لتحت ثم قال: لا عليك لا ليس مهما تواجدك.
كانت زهرة تستشيط
غضباً بسبب أقتراب هالة من إسلام وتمتمتهم التي لم تسمع منها شيئاً وكانت تتمنى لو
تستطيع رميها خارج الغرفة, ليقطع تسلسل أفكارها الإجرامية قول سامر وهو يسألها عن
مدى إصابتها في الحادث وهل هي بخير؟؟
ليجيبه حمزة وهو
ينظر إلى هالة: زهرة لم تكن معه في الحادث بل تبرعت له بأحدى كليتها لكي يبقى
إسلام حياً.
هالة بإندهاش:
ماذا؟؟
ليكمل حمزة: لما كل
هذا الاستغراب هالة, أوووووه أجل لك الحق أن تستغربي فمن لا يأتي لزيارة صديق له
بين الحياة والموت أكيد سيجد أمر التضحية صعب جداً إن لم نقول أنه مستحيل.
ابتسمت زهرة لأن
حمزة قال كل ما كانت تتمنى أن تقوله وأكثر, أما إسلام فقد كان فرحا للابتسامة التي
ارتسمت على وجه طفلته. استأذنت المجموعة الصوتية بالذهاب الأن وأن يمر للاطمئنان
على إسلام لاحقا, لكن لم يكترث أحدا لوعدهم أو لموعد زيارتهم السابقة, ليغادر
بعدهم والد إسلام وزهرة لدفع حساب زهرة التي سيتم إخراجها اليوم. وبعدهما والدة
زهرة وإسلام لجلب شيء من الكافيتريا, لتقول زهرة بتأفف: لا أعرف لما أتوا أنهم لا
يطاقون خصوصا هالة لا أعرف كيف لكما أن تصادقوهم.
ليقول إسلام مستفزا:
هي لم تفعل لكِ شيئاً يا زهرة.
زهرة بغضب: لما
تدافع عنها وهي لم تسأل عنك ولو كذبا.
إسلام صادقا: لا
يهمني سؤالها عني, لكني مع الحق هي لم تأتي لكي ولم تقترب منك لما كل هذا الكره
ناحيتها.
زهرة: لا أريد لهذه
الأشكال أن تأتي لزيارتي, وأنا لا أكرهها أنا أقول الحقيقه فقط فهي بغيضه جدا أليس
هذا صحيح يا حمزة.
حمزة مهدأ: أجل معك
كل حق وأنا أريتها مقدارها لذا لا تهتمي لها.
إسلام وهو ينظر
لكليهما: يا إلهي فعلا الطيور على أشكالها تقع فأنت وخطيبك تتشابهان فعلا.
أدرك حمزة أنا إسلام
يستفز زهرة فقال ناهيا الحديث: أرجوكما كفى كلاما على أناس لا يستحقون, وهيا زهرة
أذهبى إلى الحمام وغيري ثيابك لأن موعد خروجك قد اقترب.
نظرت زهرة لإسلام ثم
قامت من سريرها لتقول بخفوت: حسنا.
رجع الأهل ليجد أن
زهرة قد استعدت لرحيل ودعت الجميع وودعها الجميع وقبل خروجها اقتربت من إسلام وهي
تقول: هل أنت بخير؟؟
ابتسم إسلام ليقول
لها: أجل أنا بخير لا تخافي.
زهرة: حسنا انتبه
لنفسك.
إسلام: وأنتِ أيضاً.
زهرة: وداعاً.
إسلام: إلى اللقاء.
طلب إسلام من أهله
أن يذهبوا إلى المنزل لكي يرتاحوا قليلا وأن لا يقلقوا عليه لأن حمزة معه ونظر
إليه أحدى نظراته التي كلها وعيد, حينها أدرك حمزة أن نهايته قد قربت. وافقت والدة
إسلام على مضض بعد محاولات عدة من أهل زهرة ووالد إسلام بأنها تحتاج إلى الراحة
غادره الأهل وكانت زهرة أخر المغادرين ليناديها إسلام قائلا: زهرة.
نعم.
إسلام: حسابنا لم
ينتهي بعد.
زهرة مبتسمة بمرارة:
أعلم ذلك إسلام وأنا في انتظار يوم المواجهة بيننا.
إسلام: لن تنتظري
كثيرا صغيرتي.
غادره الجميع لينفرد
إسلام أخيرا بحمزة, ليقول بنظرات ثاقبة: إذا يا سبع الرجال متى سيكون موعد
خطوبتكما.
حمزة ببلاهة: خطوبة
من؟؟
إسلام ضاحكا على جبن
صديقه: الأن خطوبة من؟؟
أعاد إسلام سؤاله
لكن هذه المرة للمواجهة: من منكم صاحب الفكرة؟؟
حمزة: أي فكرة؟؟
إسلام بغضب: أقسم
بالله يا حمزة إذا لم تتكلم فإني سأقوم بضربك وأنت تعرف أنني قادر على فعل ذلك.
حمزة: حسنا حسنا.
إسلام: هه, أنا
أنتظر الإجابة على سؤالي.
حمزة: أنا.
إسلام: أها هكذا
إذا, ولما فعلتم كل هذا؟؟ ولما اقترحت عليها خطتك الغبية تلك؟؟
حمزة: لتدرك مشاعرك
نحو زهرة.
إسلام: هكذا إذا,
وبما أنه لم يكن يوجد خطبة لمن كانت كل تلك التجهيزات وقاعة الأفراح.
حمزة: يوجد خطبة.
إسلام: نعم! كفى
كذبا أنت حالا قولت أنها كانت لعبة, إذا كيف يوجد خطبة.
حمزة: أجل يوجد خطبة
لكن ليس خطبتي أنا وزهرة بل خطبتي أنا وسمر.
إسلام: هكذا إذا
يبدو أنني المغفل الوحيد هنا.
حمزة بإبتسامة
مشاكسة: للحقيقة أجل.
إسلام وهو يجز على
أسنانه: وتقولها في وجهي.
حمزة: أجل أحمق لأنك
لم تدرك مشاعرك ولا مشاعر زهرة ولأنك ألمتها كما ألمتك وهذا يعتبر حماقه يا أخي.
إسلام: أجل يمكن أن
يكون كلامك صحيح لكن طريقتكما كانت خطأ وكانت ستؤدي بحياة كلينا إلى الهاوية.
حمزة: أنا آسف فعلا,
أدركت ذلك متأخرا جدا والذنب كان سيقتلني لو حصل لك شيء يومها.
إسلام: لا عليك لقد
مر الأمر بسلام, لكن أقسم يا حمزة لو علمت زهرة أني عرفت الحقيقة لن يمر الأمر
بسلام أبدا, هل هذا مفهوم؟؟
حمزة: مفهوم لكن
ماذا تنوي فعله إسلام ولا تقول لعبة فلقد رأيت أخر لعبتنا ماذا كان سيحدث.
إسلام: لا تخاف أنا
أريد أن أنهي هذا الأمر لكن أريدها أن تخبرني هي هل فهمت.
حمزة: حسنا أتمنى أن
تستطيع حل أزمتكما على خير.
إسلام: متى سيقام
حفل خطبتك يا عريسنا العزيز؟؟
حمزة: لن يحدث قبل
خروجك من المستشفى واطمئناني عليك أو أنك لا تريد حضور خطوبتي.
إسلام: إذ لم أحضرها
أنا من سيحضرها.
حمزة ضحكا: ههههه يا
إلهي إسلام لا تتغير أبدا.
مر يومان على مغادرة
زهرة للمستشفى وملازمة حمزة لإسلام, ليدخل عليهم دكتور خالد قائلا: أهلا مريضي,
كيف هي أخبار صحتك اليوم؟؟؟
إسلام: بخير الحمد
الله, هل يمكنني مغادرة.
دكتور خالد ضاحكا:
ههههه ماذا إسلام هل كرهتنا بهذه السرعة.
إسلام: لا دكتور
خالد لا أستطيع كرهك أبدا فبسببك أنا على قيد الحياة لكنني أكره المستشفيات.
دكتور خالد: حسنا
حسنا سأعيد لك بعد الفحوص ويمكنك الخروج لكن يجب أن لا تتحرك كثيراً في الآونة
الأولى هل هذا مفهوم؟.
إسلام بسعادة: أجل
مفهوم المهم أن أخرج من هنا.
بعد إجراء الفحوصات
الروتينية قام دكتور خالد بإخراج إسلام ورجع مع أهله وحمزة إلى المنزل, ومع دخوله
حتى قال: أه أخيرااااااا رجعت إلى المنزل.
والدة إسلام وهي
تقبل رأسه بعد أن أجلسته على أحدى أرائك الصالون: الحمد الله على سلامتك صغيري.
إسلام مبتسما: شكرا
أمي.
حمزة: استأذن الأن
وسأمر عليك ليلا إن شاء الله.
إسلام: شكرا لك على
كل شيء.
حمزة: كفى أنا أخوك
ولست غريبا.
إسلام: حسنا لا تغضب
أخي.
حمزة: لكن أخي تعاف
سريعا أرجوك أريد أن أتزوج.
إسلام: لن تتزوج
قبلى فليكن ذلك في قائمة معلوماتك.
حمزة: حسنا حسنا
المهم أن تتعافى سرعا.
إسلام: إن شاء الله
وداعا.
قامت والدة إسلام
وهي تقول: أنا سأدخل إلى المطبخ أحضر واجب الضيافة قبل أن يسبقني الوقت.
إسلام: لما أمي من
سيأتي لزيارتنا.
والد إسلام: زهرة
وأهلها.
إسلام في نفسه: هكذا
إذا أخيرا افتكرت أن تزرني.
إسلام: أبي أنا
سأدخل لغرفتي.
والد إسلام: حسنا هل
تريد مساعدة.
إسلام: لا أبي
أستطيع سير لوحدي.
بعد ساعات من زمن
جاءت زهرة وعائلتها للاطمئنان على إسلام وعائلته, وبعد التحيات المتعارفة وتقديم
مشروبات. سألت زهرة قائلة: خالتي هل إسلام بخير؟؟
والدة إسلام: أجل
حبيبتي سأذهب لأستفقده.
قامت والدة إسلام
ودخلت غرفة إسلام لتجده يتوسط سريره وفي يده لعبة الحالية والتي يطلق عليها (بلاي
ستيشن ).
لتقول والدة إسلام:
حبيبي زهرة وأهلها من مدة هنا جاءوا للاطمئنان عليك وأنت تجلس هنا تلعب هذا لا يصح
أبدا.
إسلام وهو يدعي تعب:
أمي إني مرهق هذا إضافة إلى أنني ألعب من زهقي.
والدة إسلام: حسنا
حبيبي لكن هذا لا يجوز, أننا نتسامر وزهرة تشعر من ملل من حديثنا.
إسلام: ما المشكلة
أمي دعيها تأتي لهنا لكى نلعب سوياً وأجد من أتسل معه
والدة إسلام وهي
تقبل رأسه: حسنا صغيري.
وما إن أدارت والدته
ظهرها حتى ابتسم إسلام ابتسامة انتصار وقال في نفسه: لقد أتى وقد الحساب صغيرتي.
خرجت والدة إسلام
وطلبت من زهرة أن تذهب للعب مع إسلام والجلوس معه لأنه ممنوع من الحركة كثيراً,
دخلت زهرة إلى غرفة إسلام وقلبها يدق كطبول ولا تدري لما تحس أن دخولها لن يكون
مثل خروجها....
دخلت زهرة لتجد أن
غرفته فيها سرير وتلفاز مقابل من الحجم الكبير ومكتب لكن لا يوجد أي وجود لكرسي
تابع لهذا المكتب, ما إن أنتهت من تدقيق الغرفة تحت أنظار إسلام الذي كان مبتسما
على ملامحها البريئة ليقول: هل أعجبك الوقوف يا أختي.
زهرة وهي تضم
شفتيها: يا إلهي إنك لا تتعب.
إسلام يدعي عدم سمع:
هل قولتي شيئا زهرة؟؟
زهرة: لا.
إسلام: إذا تعالي
واجلسي إلي جانبي لكي نبتدأ اللعب.
زهرة:ح ح حسنا.
جلست زهرة على حافة
السرير إلى جانب إسلام وبدأ إسلام يدعي شرح كيفية اللعب وفي لحظات قليلة وجدت زهرة
أنها ملقاة على سرير وذراع إسلام تحتضن خصرها ووجه إسلام قريب من وجهها, لم تفيق
زهرة من صدمتها إلى أن سمعت كلامه الذي همس به أمام أذنها: جاء وقت الحساب صغيرتي.
لتقول وهي تحاول
نهوض: أبتعد عني إسلام هذه ليست طريقة لا للكلام ولا للحوار.
إسلام يضغط على
خصرها لكي لا تستطيع الفرار وما إن رجعت بفعل ضغطه حتى إقترب لها أكثر وهو يقول:
أهدئ زهرة كل ما سمعتني كل ما أنتهى الوضع بسرعة.
استكانت زهرة لتسمع
كلامه وما هدأ حتى ظل إسلام ينظر لها ويقول في نفسه: آه يا قلبي كم هي جميلة لا
يعقل أن يكون هذا الجمال جمال بشر.
ليقول وهو ينظر إلى
عينيها وهي نفس شيء: متى ستكون خطوبتك؟؟؟
زهرة بتأفف واضح:
أوووووف إسلام كل هذا الوضع لكي تسأل هذا السؤال
إسلام بغضب مصطنع:
أجل زهرة وأريد إجابة حالا.
زهرة منهية للحوار
وللموقف: لا يوجد خطوبة.
إسلام وهو يرقص
حاجبيه: لماذا هه لماذا؟
لم تستطيع زهرة
الإجابة فهذا صعب جدا لذا وغصب عنها نزلت دموعها ليسرع إسلام في احتضانها وقول:
أرجوك حبيبتي لا أريد رؤية دموعك.
انسلت زهرة من حضنه
لتنظر له ودهشة تكسوها, ليرى إسلام سؤالها الذي تنطق بها عينيها ليقول لها: أجل
زهرتي حبيبتي وصغيرتي وكل دنيتي ومتى حدث ذلك صدقا لا أعرف.
زهرة: إ إسلام.
إسلام: عيوني.
أرادت أن تقول شيء
لكن شفتين إسلام أطبقت على شفتيها ليسكت الكلام بينهما لوقت ليس بقليل, ثم ابتعد
عنها وكل منهما يريد أستنشاق بعض من الهواء ليقول: أحبك.. أحبك صغيرتي.
لتقول: لقد سمعت
حوارك مع هالة في الجامعة وكان مؤلماً مؤلماً جداً.
إسلام بصدق: آسف
زهرتي أرجوك سامحي طفلك حبيبتي لم أقصد أذيتك ولا تعذيبك حبيبتي, عندما لم يسمع
جوابها أكمل قائلا: ألا يستحق حبيبك ولو فرصة وحدة صغيرتي.
زهرة بخفوت: بل
يستحق.
إسلام وهو يبتسم:
إذا صغيرتي هل تتزوجينني؟.
زهرة: أعشقك إسلامي.
لم يكن رده أقولا بل
أفعالا.
بعد مرور أسبوعين من
ترتيبات التي لا تنتهي غدا سيكون يوم زفافي من إسلامي لا أستطيع تصديق ذلك بعد ما
مررنا به, أه يا إلهي كم أنت رحيم بعبادك, زهرة تتقلب في سريرها لغاية أن أعياها
الأرق فقامت لتتوضأ وتصلي ركعتين شكر ل الله عز وجل, وبعدها ما إن وضعت رأسها على
وسدتها حتى دخلت في سبات عميق.
أما إسلام فقد دخل
عالم أحلام منذ مدة كبيرة وإبتسامة وسعة تملأ وجهه, ليأتي صباح مشرق تسطع فيه شمس
نهار بكل فخر وغرور لتخبر كل العالم أن اليوم من أجمل أيامها لأن قلبيين من ذهب
سيجتمعان.
دخلت والدة زهرة
لتفتح ستار الغرفة وتسمح لأشعة الشمس بالدخول, وتتقدم من زهرة التي تتوسط سريرها,
لتجلس على حافة السرير وتقترب من رأس زهرة لتطبع قبلة فوق شعرها وهي تقول: صباح
الخير على أجمل من رأت عيني.
زهرة: صباح الخير
أمي.
الأم: صباح نور
عزيزتي هيا أفقي يومنا طويل.
زهرة: أعلم أمي, لكن
أتعلمين لقد غيرت رأي.
الأم بصدمة: ماذا؟؟
زهرة وهي ترتمي في
حضنها: أجل أمي لا أريد تركك وترك أبي.
الأم وهي تضربها
بخفه على رأسها: ههه يا لكي من حمقاك, من قال أنكي ستتركينا, كل ما في أمر أنكي
ستنشئين أسرة وأتمنى أن تكوني دائما سعيدة.
زهرة: بإذن الله أمي.
الأم: هيا بسرعة
اغتسلي وأقيم صلاتك وتجهزي لكي نتجه للمزينة.
قامت زهرة من سرير
لتقول : لن أتأخر أمي.
أما إسلام فقد أحدث
صخب عظيم من فجر فقد افاق ليفيق أهل بكرا, وينقل توثره وقلقه لهم وعندما أصبحت
الساعة الثامنة صبحا, صرخة والدته لتقول: إإإإإإإإإسلام توقف لقد أنهكتنا من شدة
توترك.
أمي سنتأخر ويمكن أن
يحصل شيء قبل زفاف أو.....
الأم: او ماذا لن
يحدث شيء, يجب أن تهدأ الأن سأحضر لك حمام دافئ وبعدها ستتجه أنت ووالدك الي حلاق
وما ان تعود ستجدوني قد جهزت لك بذلتك وكل ما يلزمك, هل هذا واضح.
إسلام: اووووووووف
حسنا أمي.
قامت زهرة بكل مطلوب
منها لتتجه بعدها هي ووالدتها ووالدة إسلام للمزينة التي قالت بإبتسامة مشرقة:
أخيراااااا وجدت عروس فائقة الجمال ولن أفعل شيء الا وضع رتوش صغيرة لأجعل وجه
الأميرة يلمع .
زهرة: كفى مبالغة
...
المزنية: لا أبالغ
فأنت رائعة بالفعل.
زهرة: شكرا لك.
المزنية: العفو هيا
بنا لنبدأ.
أما عند إسلام الذي
إنتهى بعد أن أهلكَ الحلاق وطاقمه جميعا وقد كره مهنة الحلاقة بسبب ما فعله بهم
إسلام في هذا اليوم, دخل غرفته ليجد بذلته معلقة في معلاق الملابس وكل اكسسوارتها
موجودة على طاولة, فبدأ في إرتداء ملابسه وما إن إنتهى حتى وجد والده يدخل الي
غرفة وهو يقول: ما شاء الله ذاك الشبل من ذاك الأسد.
إسلام: هههههه فعلا
أبي أدامك الله.
والده: وأدامك أيضا
وأفضل عليك بذريته الصالحة.
إسلام: إن شاء الله.
والده: هيا بنا لقد
حان وقت رحيلنا.
إسلام: أجل.
وقفت زهرة أمام
المرأة بعد أن إنتهت المزينة من تزينها لتبهر نفسها وجميع بطلتها فقد كانت أميرة
بحق وما زادها جمالا هو زينتها الخفيفة والتي ان لم تدقق في ملامحها ستقول انها لم
تتزين قط, وهذا ما جعلها مميزة إقتربت منها والدة إسلام لتقول: كم محضوظ هو إسلام
بحصوله على زهرة النرجس الرائعة.
لتبتسم زهرة وتخفظ
نظرها, وفي هذه اللحظة دخل إسلام ووالده ووالد زهرة ليتيبس إسلام مكانه وعيناه لا
تتحركان عن زهرة وهو يلتهم كل تفصيلة منها لدرجة أن الكل إنتبه فقام والده بضربه
على كتفه لكي ينتبه لكن لا حياة لمن تنادي, كل ما فعله إسلام أنه تقدم من زهرة في
خط مستقيم ونسى كل ما يدور من حوله أصبح كل تفكيره في زهرته ورائحتها الفواحة التي
ملأت الأجواء.
وصل الي زهرة ولم
يفصل بينهم الا سنتيميترات ليمسك وجهها بكلتا يديه ويغمض عينه وهو يقبل رأسها
ليقول بعدها: أحبك.
احتضن والد زهرة
والدتها التي كانت تدعي ربها ان يحمي ابنتها من كل شر وكل عين حاسدة, وما فجأ
الجميع هو نزول إسلام المفاجأ ليرتف مرة ثانية لكن هذه المرة حامل زهرة ويتجه بيها
الي سيارة تحت انظار الفرح وسرور من عائلتهما وغيرة وحسد وتمنى حدوث هكذا للبعض من
عاملات محل الزينة.
طول طريق لم تنزل
عينين إسلام عن زهرة لدرجة أن زهرة صرخت به كثيرا لكي ينتبه لكنه لم يأخد كلامها
بعين الإعتبار أبدا, وكم شكرت الله عز وجل على وصولهم سالمين وعدم حدوث شيء في
طريق بسبب حالة الجنون التي أصابة إسلام.
دخل وهما يمسكان
يأدي بعضهما البعض, وما ان وصلوا إلي باب القاعة حتى افتتح باب واطفأت الأنوار
وصدح صوت ملك إحساس كاظم الساهر بأغنية هل عنك شك, ليبدأ إسلام وزهرة رقصتهم مع
بعض وكم كان منظر رائع ومختلف ان يدخل العروسان الي قاعة الحفلات وهما يرقصاني
وهما لا يدركان شيئا مما حولهما الا انهم في عالمهم الخاص الذي كان يضم جسديهما
وصوت القيسر, إقترب إسلام من أذن زهرة ليقول: أعشقك يا من جعلتني ملكا وتوجتني على
عرش قلبها.
وما ان انتهت أغنية
حتى أتى مساعد منسق الأغاني وهو يركض ليعطي المايك لزهرة التي ظل الحميع ينظر لها
بإهتمام وأولهم إسلام الذي لم يفهم شيئا لتقترب منه زهرة ثانيةً وتحتضنه وهي تغني
أغنية حالة حب ل إليسا, لم يستطيع إسلام تحمل سماع صوتها دون رأيتها وهي تغني له
خصيصا لذا قام بلفها ليصبح ظهرها ملتصق بصدره وبصرهما متشابكان. في تلك اللحظة كان
إسلام وزهرة في جنتهما الخاصة, وما ان انتهت زهرة من غناء حتى احتضن إسلام خصرها
ليحملها ويدور بها وهو يصرخ بحبككككككككككككككك.
لتدوى تصفيقات
الحضور القاعة, ووالدتيهما لم يكفى عن قول المعوزتين لحماية صغيريهما.
بعد مرور
سنة.......
إسلام.... إسلام يا
صغيري لا أترك هذا ستأدي نفسك يا صغيري.
لتقول زهرة بعد فترة
من زمن: يا إلهي إنك طبق الاصل صورة من والدك لا تكترث إلى أحد.
إسلام من خلفها وهو
يحتضنها: لقد سمعتك زهرتي.
زهرة وهي تطبع قبلة
على خده: وهل أخطأت في شيء إسلامي.
إسلام وهو يداعب
أنفها بأنفه: صغيرتي لا تخطأ أبدا.
زهرة: أعشقك إسلامي.
إسلام وهو يديرها
ويقرب شفتيه من شفتيها: أموت بيكي حبيبتي.
أتمنى أن تكون رسالتي وصلت للجميع وليس الكل
إسلام وزهرة فيمكن أن تكون نهاية غير نهاية قصتهما لذا حذاري اللعب.
تعليقات
إرسال تعليق